حُبُّوا بالمُنى دوني، وغودِرتُ دونهم ... أرودُ الأماني في رياض الأباطلِ
وما هي إلا همةٌ أشجعيّةٌ، ... ونفْسٌ أبتْ لي من طِلاب الرذائلِ
وفهمٍ لو البِرجيسُ جئتُ بجدّه، ... إذًا لتلقّاني بنحْسِ المقاتِلِ
ولمّا طَما بحر البَيان بفطرتي، ... وأغرقَ قرْن الشمس بعض جداولي
رحلتُ إلى خير الورى كلّ حرّةٍ ... من المدح، لم تَخمُلْ بِرَعي الخمائلِ
وكدتُ لفضلِ القول أبلُغُ ساكتًا، ... وإنْ ساء حُسّادي مدى كلّ قائلِ
فلما انتهيتُ قال: أنشدني أشدّ من هذا. فأنشدتُه قصيدتي:
هاتيكَ دارُهُمُ فقِفْ بمَعانِها ...
فلما انتهيتُ، قال لزهير: إن امتدّ به طلق العُمُر، فلا بدّ أن بنفث بدُرر، وما أُراه إلا سيُحتضَر، بين قريحةٍ كالجمر، وهمّةٍ تضع أخمصه على مفرِقِ البدر. فقلت: هلاَّ وضعتُه على صَلعة النسر؟ فاستضحك إليّ وقال: اذهب فقد أجزتُك بهذه النُّكتة. فقبّلتُ على رأسه وانصرفنا.
1 / 110