============================================================
ذكر نوح عليه السلام بابا من أبواب السفينة وبعث الغراب ليأتيه بالخبر وقال أريد منك كفيلا فكفله الديك فطار الغراب فرأى جيفة فوقع عليها الغراب فلم يرجع إلى نوح فلذلك أبقى الديك في البيوت بسبب الكفالة ولا يطير كسائر الطيور، ثم إن نوخا أرسل بعد ذلك الحمامة فذهبت ورجعت إليه في منقارها ورق الزيتون فعلم نوح آن رؤوس الأشجار قد ارتفعت عن الماء ثم بعثها بعد ذلك بأسبوع ويقال بعشرة آيام فرجعت وقد وضعت رجليها في الطين فعلم نوح أن الماء قد غاض عن وجه الأرض وظهر الطين ويقال: إن نوخا دعا على الغراب حين خالفه بالتفار عن الناس، فلذلك صار أشد الطيور نفارا وحذرا ودعا للحمامة بالمحبة في التاس والأنس بهم ويقال: إن الطوق الذي في عنقها مما جلا به الله بدعاء نوح وإن نوخا مسح رجليها حتى احمرتا زينة لها والله أعلم. وخرج نوح من السفينة على الجبل ومكثوا أياما ثم نزلوا إلى قرار الأرض وإن نوخا لما خرج من السفينة وأخرج من فيها لم يفقد شيئا إلا قضيب الكرم ويقال حبة العنب فأرسل رسولا إلى السفينة ليطلبها له فذهب الرسول ولم يجد فرجع فقام نوح ليطلبها فقال له جبرائيل أين تنهب فقال: فقدت قضيب الكرم فأطلبه قال: اجلس فقد سرقه إبليس، فجاء وقال: نعم هو عندي، ولكني آريد أن تقاسمنيه وتجعل لي فيه نصيا، فأبى نوح ذلك فقال له جبرائيل عليه السلام: اجعل له فيه نصييا قال نوح: له عشرة ولي الباقي، قال جبرائيل: أحسن وأنت محسن، قال نوح: له خمسة ولي الباقي، قال جبرائيل: أحسن وأنت محسن، قال: له أربعة ولي الباقي، قال جبرائيل: أحسن وأنت محسن، قال نوح: له ثلاثة ولي الباقي، قال جبرائيل: أحسن وأنت محسن، قال نوح: له نصفه ولي الباقي، قال جبرائيل: أحسن وأنت محسن، قال نوح: له ثلثاه ولي الثلث، قال جبرائيل: حسبه فلذلك لا يطيب العصير ما لم يذهب ثلثاه الذي هو نصيب الشيطان قال ثم إن نوحا غرسه قنبت فجاء ابليس فتفخ فيه فيبس فحزن نوح لذلك، فجاءه إبليس في غير صورته فسأله عن حزنه فأخبره به، فقال: أنا ملك من الملائكة وأسألك عن شيء إذا فعلته صلحت قال: وما ذلك؟ قال: تأخذ أسذا وخنزيرا وثعلبا فتذبحها وتسقي الحبة من دمائها ففعل نوح ذلك فنبت إلا أنه اختلفت ألوانها وكانت العنب قبل ذلك كلها بيضا فدخل السكر في مائه من تلك الدماء فأوحى الله إلى نوح: إن ذلك عدو الله الذي أمرك بما فعلت فاقلعها واغسلها سبع مرات ثم اغرسها ففعل فنبت فذلك إذا شرب الإنسان من مائه غيث غيث الثعاليب ثم يتكبر في نفسه كالأسد ثم يقع على الأرض وقوع الخنرير
Page 48