============================================================
ذكر نوح عليه السلام قال إنما رجعت من الشام(1) إلى الجزيرة(2) وذكر أنهم كانوا في السفينة فخاف البهائم الأسد فألقى الله عليه المليلة حتى اشتغل بنفسه وأن الفأر تناسلت في السفينة فأذت الناس فأمر الله نوحا فمسح جبهة الأسد فعطس فخرج من منخريه هرتان ذكرا وأنثى فسكنت الفأر من خوفهما وأنه كثرت النجاسة في السفينة فأذت الناس، فأمر الله نوحا فمسح ظهر الفيل فخرج من دبره خنزيران فأكلا النجاسة والروث وأنه كان نهى جميع الحيوانات عن النكاح في السفينة فلم يعصه إلا الكلب فغمزت عليه الكلبة حتى ظهر أمرها، فذلك لا يخفى أمرها قط وذكر أنه كان من ابتداء فورة الماء وبين آن حمل السفينة أربعون يوما ثم جعل يزداد حتى جاوز الجبال ويقال إنه كان فوق كل جبل قدر ثلاثين ذراغا ويقال أربعين ذراعا ويقال خمسة عشر ذراعا قال: فلما أراد الله أن يتم ذلك الأمر أمر السماء حتى كفت ماءها والأرض فبلعت ماءها فذلك قوله عز وجل: رقيل يكأرض ابلمى ماءك ويكسماه أقلعى وغيض آلماء [هود: الآية 44] فبلعت الأرض ماءها وارتفع ماء السماء ليرجع إلى مكانه فنودي: إنك رجس فامكث في الأرض فبقي هنالك ونتن فآذى الخلق فبعث الله ريخا حتى صيرته بحارا، وصار رعافا مالحا لا نفع فيه ثم أول ما ظهر رؤوس الجبال وتطاولت الجبال كلها لتستقر عليها السفينة وتواضع الجودي(2) فجعله الله قرارا للسفينة قال الله تعالى: واستوت على الجودي وهو جبل بناحية الجزيرة ويقال بأرض الموصل(4) فكان علامة نوح في مفيض الماء العلامة التي سماها الناس قوس قزح وقد نهى النبي أن يقال قزح وقال قزح اسم الشيطان فلما ظهر ذلك في السماء عرف نوخ أن الماء قد غاض ففتح (1) الشام: بفتح أوله، وسكون همزته، فيها أمهات المدن منبج، وحلب، وحماة، وحمص، ودمشق) والبيت المقدس، والمعرة وفي الساحل إنطاكية، وطرابلس، وعكا، وصور، وعسقلان وغير ذلك ياقوت الحموي) معجم البلدان 3/ 311.
(2) الجزيرة: وهي التي بين دجلة والفرات مجاورة الشام تشمل ديار مضر وديار بكر، وسميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، ياقوت الحموي، معجم البلدان 134/2.
(3) الجودي: ياؤه مشددة: هو جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من أعمال الموصل عليه استوت سفينة نوح، عليه السلام، لما نضب الماء. ياقوت الحموي، معجم البلدان .1792 (4) الموصل: بالفتح، وكسر الصاد، المديتة المشهورة العظيمة، إحدى قواعد بلاد الإسلام قهي باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أنربيجان، وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة .
والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات، وقيل لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة، وهي مدينة قديمة الأس على طرف دجلة ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى. معجم البلدان، ياقوت الحسوي .22315
Page 47