============================================================
ذكر نوح عليه السلام قال وروى آبو عبد الله في تحريم المسكر أن الشيطان وجد حبة عنب فرفعها وضمن لها أن يسقيها كلما عطشت فلما كان في المفازة عطشت وسألته الماء فلم يجد فاستقبله تعلب فأخذه وذبحه وسقاها من دمه ثم عطشت ثالثة فلم يجد الماء فأخذ ختزيرا فذبحه وسقاها من دمه، فلذلك يختلف حال السكران كما ذكرنا، والله أعلم، أي ذلك كان، وإن نوحا لما هبط من الجبل بأمر الله كما ذكره الله: قيل ينوح أقيط بسلو منا وبركي عليك} [هود: الآية 48) الآية نزل هو ومن معه بقرية بنوها تسمى اليوم سوق الثمانين لبناء القوم إياها وهم ثمانون نفسا ويقال إن الوباء أهلكهم جميعا فلم يبق إلا نوح وبنوه الثلاثة ونساؤهم والناس كلهم من أولاد هؤلاء الثلاثة، قال الله تعالى: وجعلتا ذريته هر الباقين [الضافات: الآية 77] وإن نوخا غرس الأشجار وزرع الزروع فأتضجت الثمار في ساعتها وطابت لهم المعيشة فأوحى الله تعالى إليه أني إنما أهلكت من أهلكت لأنهم كفروا بي قد حلفت بعزتي وجلالي أن لا أعذب بعد اليوم خلقا من خلقي بالطوفان فسر بذلك نوح ثم إن نوخا قسم الأرض بين بنيه الثلاثة فجعل الشام والجزيرة واليمن وجزيرة العرب إلى العراق وفارس إلى المشرق من وسط الأرض لابنه سام وهو كان اكبرهم وأفضلهم، وجعل المغرب(1) والسواحل والزنج(4) والحبشة والهند والسند(4) وبلاد السودان لابنه حام وجعل بلاد الصين(4) والترك(5) والصقالبة(1) لابنه يافث فمن ولد سام العرب كلهم وفارس كلهم والروم كلهم ومن في وسط الأرض ومن ولد حام السودان كلهم، ومن ولد يافث الترك والصقالب والخزر ويأجوج ومأجوج قال أهل الأخبار وإنما وقع السواد في ولد حام من حيث إن نوخا ذات يوم شرب عصيرا ونام فكشفت عورته فرأى ذلك ابنه حام فضحك ولم يستر عورة آبيه وعلم آخواه فأقبلا ومعهما ثوب (1) المغرب: بالفتح ضد المشرق وهي بلاد واسعة، آخر حدود إفريقيا وتدخل فيها الأندل. ياقوت الحموي، معجم البلدان 161/5.
(2) الزنج: بضم أوله وسكون ثانيه، وآخره جيم من قرى نيسابور، ياقوت الحموي، معجم البلدان 3/ (3) السند: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره دال مهملة بلاد من بلاد الهند وكرمان وسجستان، المصدر السابق 267/3.
4) الصين: بالكسر، وآخره نون، بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك، المصدر السابق 440/3.
(5) الترك: تركستان وهو اسم جامع لجميع بلاد الترك، المصدر السابق 23/2.
(1) الصقالبة: بلاد بلغار وقسطنطينية وتنسب إليهم الخرم من أبناء يافث بن نوح عليه السلام. المصدر السابق 416/3.
Page 49