============================================================
ذكر نوح عليه الشلام الموضع الذي به مسجد الكوفة(1) اليوم، واختلفوا في التنور. فقال قوم: التنور وجه الأرض، فقال بعضهم: هي التنور الخابزة ويقال: إنها التنور التي عملها آدم من الحديد توارثها ولده حتى صارت إلى نوح عليه السلام وقيل: بل كانت تنورا في دار نوح يخبز فيها قالوا: وكانت ابنته تخبز ذلك اليوم الذي فارت بالماء وجاءت ابنته وأخبرته، ويقال إن نوحا كان عند دكان الخباز فسخر منه الخباز فقال له: أين هذا الماء الذي تواعدنا به، ومن أين يأتي؟ فقال له نوح: من تنورك هذا ففارت التنور بالماء ثم إن الله تعالى فجر الأرض عيونا وفتح أبواب السماء بماء منهمر فالتقى الماء على آمر قد قدر فالتقى الماء الماء ماء الأرض وماء السماء على آمر قد قدر وكانت القطرة من المطر مثل القربة ولم يبق على وجه الأرض موضع قدم إلا وقد ظهر هنالك عين ماء وجعل الماء يزداد وركب نوح السفينة وقال لابنه: يا بني اركب معنا وقال: اركبوا فبها يسي الله بحرنها ومرسها إذ رتى لففور رحجم } (هود: الآية 41) فلما ركبوا وركبها جميع أهله إلا من سبق عليه القول [هود: الآية 40] وهي امرأته الكافرة وابنه الكافر ويقال اسم ابنه كان كنعان ويقال يام، فلما قال لابنه: آتكب معنا ولا تكن مع الكفرن قال سكارى إلن جبل يعصينى مرب الماو فال لا عاصم اليوم من أنر الله إلا من رحو وحال بينهما الموج فكات من الثفرقن [مود: الآيتان 42 43] وركب نوح السفينة لعشر مضين من رجب وخرج منها يوم عاشوراء لتمام ستة أشهر ويروى أن السفينة ابتدأت من الكوفة ورأس العين وسارت فلما بلغت موضع البيت طافت به سبع مرات ثم مضت وكانت الشمس لا تطلع لمكان الغيم فأعطاه خرزتين إحداهما سوداء والأخرى بيضاء، فإذا أمسوا غلب سواد هذه على بياض هذه وإذا أصبحوا غلب بياض هذه على سواد هذه حتى كانوا يعرفون الليل والنهار. وسارت السفينة إلى اليمن ثم إلى الحبشة(2) ثم إلى ناحية الروم ثم إلى آرض الشام راجعة فمن زعم أن الماء كان في جميع الأرض فإنه يقول إنها دارت على الأرض كلها حتى رجعت إلى ناحية الجزيرة ومن قال الماء لا يجاوز عقبة همذان (2) (1) الكوفة: بالضم: المصر المثبهور بأرض بابل من سواد العراق، وسميت الكوفة ياقوت الحموي، عجم البلدان 490/4: () الحبشة: بالتحريك والشين معجمة، درب الحبش بالبصرة، في خطة هذيل نسب إلى حبش أسكنهم عمر (رضي الله عنه) بالبصرة، ياقوت الحموي، معجم البلدان 213/2.
(3) ممذان: بالتحريك، والذال المعجمة وآخره نون سميت بهمذان بن الفلوج بن سام بن نوح فتحت همذان بعد مقتل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) . ياقوت الحموي، معجم البلدان 5/ 410.
Page 46