الوهاب بن سعيد الصلاحي تصان بين مخطوطات برلين (ع ٧٣٨٨) وله (كتاب الشرح الجلي على بيتي الموصلي) وهو تأليف واسع طبع في بيروت سنة ١٣٠٢ (١٨٨٥) أودعه صاحبه فنونًا من الآداب وفصولًا في كل علم من العلوم. والموصلي المذكور هو عبد الرحمان بن إبراهيم الصوفي الموصلي من أدباء القرن الثامن عشر. أما البيتان اللذان شرح البربير رمزهما فهذان:
إن مرَّ والمرآةُ يومًا في يدي ... من خلفهِ ذو اللطف أَسما مَنْ سما
دارت تماثيلُ الزجاجِ ولم تزلْ ... تقفوهُ هدوًا حيثُ سار ويمَّما
أما منظومات السيد أحمد البربير فكثيرة لكنها متفرقة. وكنا قد نشرنا منها شيئًا في المشرق (٣ (١٩٠٠): ١٤ - ١٨) مما دار بينه وبين مخائيل البحري من المراسلات الأدبية. ثم أتحفنا جناب الأديب عيسى أفندي أسكندر معلوف بنخبة أخرى من أقواله الشعرية تجدها في المجلة المذكورة (٤ (١٩٠١): ٣٩٦) ولعل السيد أحمد البربير نظم ديوانًا كاملًا لكننا لم نقف له على أثر ومما قرأنا من لطائفه قوله في طبيب:
رأيتُ طَبًّا لهُ نفارٌ ... يتيهُ في مشيهِ دلالا
فقلتُ: من أنت يا حبيبي ... هل راحمي أنتَ قال: لا لا
وله في التوحيد:
لقد آمنتُ باللهِ ... وأصبحتُ بهِ آمنْ
هو الأوَّل والآخر ... م والظاهرُ والباطنْ
وقال:
خرجتُ من سجن نفسي ... ومن حظوظي والجاهْ
وفي جميع أموري ... أسلمتُ وجهي للهْ
وقال في كبح الشهوات:
إنَّ الذين يجاهدو ... نَ النفسَ شبَّانًا وشِيبا
منَّ الإلهُ بنصرهم ... وأَثابهم فتحًا قريبا
وقال في تاجر سها عن الآخرة:
يا تاجرًا لا يزالُ يرجو ... ربحًا ويخشى من الخسارةْ
عبادةُ الله كلَّ حينٍ ... خيرٌ من اللهو والتجارهْ
وقال يصف دار أسعد باشا وكان حلها أبو السعود محمد بن علي: يا دارَ أسعدَ باشا - لكِ النعيمُ المخلَّدْ - بطلعة أبن عليٍّ - أبي السعود محمَّدْ
1 / 26