ما جرى لهما من الأخبار وضمن رحلته أشياء كثيرة عن أحوال المدن التي زاراها وعن قبائل العرب وبلاد الوهابيين. وقد كتب ذلك بعبارة رائقة إلا أنها قليلة التهذيب لا تكاد تخالف لغة العامة والكتاب يصام في خزانة باريس (Fonds arabeno ٢٢٩٨) . وقد وقف الشاعر الفرنسوي لامرتين على هذه الرحلة فاستعان ببعض المستشرقين ونشرها مترجمة إلى الافرنسية في كتابه الشهير (سفر إلى الشرق) (Voyage en Orient) في القسم الرابع من طبعة باريس ١٨٣٥ (ص٥٥ - ٢٨٥) . أما المؤلف فعاش بعد ذلك زمنًا طويلًا وسيعود اسمه في مطاوي مقالتنا ثانية. ثم وجدنا في المجلة الآسيوية (G. As. ١٨٧٢٢) فصلًا في انتقاد هذه الرحلة فيثبت كاتبه أنها مصنوعة.
ونختم هذا النظر في مؤرخي الثلث الأول من القرن التاسع عشر بذكر أحد مسلمي طرابلس العرب وهو الشيخ محمد بن عبد الكريم ولد في طرابلس الغرب وتلقى العلوم من أعلام عصره وفحول مصره وكان واسع العلم كثير الحفظ تولى النيابة في وطنه لعد والده وحسنت سيرته ألف كتابًا سماه (الإرشاد بمعرفة الأجداد) ضمنه ذكر أسلافه الكرام وكان أصل أجداده من الأندلس ثم انتقلوا إلى طرابلس وعرفوا بآل النائب وكان أبوه فقيرًا شاعرًا توفي سنة ١١٨٩هـ (١٧٧٥م) أما ابنه محمد فكانت وفاته سنة ١٢٣٢هـ (١٨١٧م) .
الشعر والأدب
إن الشعر والأدب كما التاريخ كانت سوقهما كاسدة في أوائل القرن التاسع عشر لم يشتهر فيهما إلا بعض الأفراد في مقدمتهم بين المسلمين الأديب السيد أحمد ابن عبد اللطيف بن أحمد البربير الحسني البيروتي ولد سنة ١١٦٠ (١٨١١) له تآليف أدبية ومنظومات أخصها مقاماته التي منها نسخة خطية في المكتبة الخديوية (أنظر قائمتها ٣٢٨:٤) يبتدئ أولها بقوله: (حكى بليغ هذا الزمان والعصر حديث ألذ من سلافة العصر) . وقد طبع من هذه المقامات مقامة (المفاخرة بين الماء والهواء) في دمشق سنة ١٣٠٠ (١٨٨٣) . وله بديعية عبق عليها شروحًا مصطفى بن عبد
1 / 25