11

Le Livre de l'Histoire

كتاب التأريخ

Maison d'édition

دار صادر

Lieu d'édition

بيروت

وروى بعضهم أن نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب واستوت على الجودي في المحرم فصار أول الشهور يعده وأهل الكتاب يخالفون في هذا

ولما استوت على الجودي وهو جبل بناحية الموصل أمر الله تعالى ماء السماء فرجع من حيث جاء وأمر الأرض فبلعت ماءها فأقام نوح بعد وقوف السفينة أربعة اشهر ثم بعث الغراب ليعرف خبر الماء فوجد الجيف طافية على الماء فوقع عليها ولم يرجع ثم أرسل الحمامة فجاءت بورقة زيتون فعلم أن الماء قد ذهب فخرج لسبع وعشرين ومن أيار فكا بين دخوله السفينة وخروجه سنة كاملة وعشرة أيام فلما صار إلى الأرض هو وأهله بنوا مدينة فسموها ثمانين

ولما خرج نوح من السفينة ورأى عظام الناس تلوح غمه ذلك وأحزنه وأوحى الله إليه إني لن أرسل الطوفان على الأرض بعدها أبدا ولما خرج نوح من السفينة أقفلها بقفل ودفع المفتاح إلى سام ابنه ثم زرع نوح وغرس كرما وعمر الأرض

وان نوحا يوما لنائم إذ انكشف ثوبه فرأى حام ابنه سوأته فضحك وخبر أخويه ساما ويافتا فأخذا ثوبا حتى أتياه به ووجوههما مصروفة عنه فألقياه الثوب عليه فلما انتبه نوح من نومه وعلم الخبر دعا على كنعان بن حام ولم يدع على حام فمن ولده القبط والحبشة والهند

وكان كنعان أول من رجع من ولد نوح إلى عمل بني قابيل فعمل الملاهي والغناء والمزامير والطبول والبرابط والصنوج أطاع الشيطان في اللعب والباطل

وقسم نوح الأرض بين ولده فجعل لسام وسط الأرض والحرم وما حوله واليمن وحضرموت إلى عمان إلى البحرين إلى عالج ويبرين ووبار والدو والدهناء وجعل لحام أرض المغرب والسواحل فولد كوش ابن حام وكنعان بن حام النوبة والزنج والحبشة

Page 15