351

Alerte aux assoiffés sur la source des altérés en matière de calligraphie coranique

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

Genres

وأما أبو داود فقد ذكر الجمع المحذوف النون بالإثبات ، واستثنى منه ثلاثة ألفاظ ، وهي : { بالغوه } و{ بالغيه } { وصالح } التحريم ، فإذا بطل عطف هذا الكلام على ما قبله ، تعين أن يكون هذا الكلام مستأنفا ، كما قلنا ، وخبره فيما بعده ، وهذا من باب التضمين ، وهو أن يكون معنى بيت في بيت آخر .

وقوله : (( وما حذفت منه النونا )) (( ما )) موصولة بمعنى الذي ، وهي واقعة على الجمع ، تقديره : والجمع الذي حذفت منه النون يعني للإضافة .

وقوله : (( فعنه حذف بالغوه بالغيه وصالح التحريم أيضا يقتفيه )) ، معناه : فجاء عن أبي داود حذف ثلاثة ألفاظ من هذا الجمع الذي حذفت نونه ، وهي : { بالغوه } و{ بالغيه } ، { وصالح المؤمنين }(¬1).

وقوله : (( بالغوه )) ، مثاله قوله تعالى : { بالغوه إذا هم ينكثون }(¬2).

وقوله : (( بالغيه )) ، مثاله قوله تعالى : { إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس }(¬3).

وقوله : (( وصالح التحريم )) ، أراد قوله تعالى في سورة التحريم : { وصالح المؤمنين } .

وقوله : (( بالغوه بالغيه وصالح التحريم )) يؤخذ منه : أن ما عدا هذه الألفاظ الثلاثة من الجمع المحذوف نونه ثابت لأبي داود ، كقوله تعالى : { حاضري المسجد الحرام }(¬4)، وقوله تعالى(¬5): { ظالمي أنفسهم }(¬6)، وقوله [تعالى](¬7): { إنا كاشفوا العذاب قليلا }(¬8)، وغير ذلك .

Page 416