ويؤكد الياء في الكلمة إمالة الأسى. هذا هو باب الاعتبار وأن كان سيبويه قد حكى الأمالة في العشا والمكا والكيا، فإن ذلك شاذ، والعمل على غيره.
وقال رجل من هذيل: من أبيات " من الرجز ":
فَظِلْتُ في شَرَ من اللذ كيدا ... كاللَذ تزبى زبية فاصطيدا
قد عَدَّ الناس " اللذ " لغة في " الذي "، ويمكن عندي أن يكون ذلك صنعة لا لغة، وذلك إنه يجوز أن يكون حذف الياء تخفيفا لطول الاسم بصلته فصار " اللذ " كما روينا عن قطرب " من الرجز ":
اللذِ لو شاء لكانت برا ... أو جبلًا أشَمَّ مشمخرا
فلما صار إلى " اللذ " اسكن الذال استثقالا لكسره واتباعا لإقامة الوزن. " قال بعض هذيل من الرجز:
هل لك فيما قلت لي وقلت لك ... إِن معي ذا حاجة وينفعك
وتجعلين اللذْ معي في اللَذْ معك
أراد " اللذِ " بالكسر، أما لغة أو صنعة فمنعها لإقامة الوزن. وكقول الآخر، أَشده أبو زيد " من الرجز ":
1 / 42