ويبين ، مما ذكرنا من المقاييس والبراهين على أنها غير كائنة ولا فاسدة ولا قابلة للانفعال والاستحالة، انه لا يلحقها في هذه الحركة المحسوسة لها نصب ولا تعب من أجل أنه ليس فيها مبدأ حركة مخالفة للحركة الطبيعية التي فيها ، بمنزلة الحال في الحيوان، فانه ليس سبب النصب فيه شيء الا أن حركة النفس فيه مخالفة لحركة جسمه الطبيعية . ولذلك ما يظهر أن هذا الجسم ليس هو محمولا ولا له حامل إذ كان غير ثقيل ، كما زعم قوم من القدماء ان هاهنا شيء يحمل السماء ، وسموه باسم خاص، ولولا ذلك لسقطت. وانما ساقهم إلى ذلك اعتقادهم في السماء انها ثقيلة.
الفصل الثالث
Page 190