وكذلك يبين أيضا مما سلف انها ليست دائمة الحركة وثابتة في موضعها من أجل سرعة حركتها ، كما كان يرى ذلك انبا دقليس ، ويحتج بما يظهر من أن سرعة الحركة سبب لوقوف الشيء وثباته في مكانه ، فان الثبات والوقوف الذي بهذه الصفة هو قسر، ومستحيل أن تكون الحركة القسرية دائمة الوجود كما تبين مرارا كثيرة. وكذلك يظهرأيضا أنه ليس السبب في دوام حركتها انها ذات نفس، وان النفس تضطرها إلى ذلك، لأن الحياة التي بهذه الصفة لا تكون الا بتعب وذلك انها تحرك الجسم على غير حركته الطبيعية بل بالقسر. والحياة التي بهذه الصفة ناقصة، وذلك انها في غاية الجهل والنصب إذ كانت تكون على هذا قد عدمت الراحة التي توجد للحيوان الكائن المائت. قال: وما قاله القدماء في أنه يوجد شيء يتحرك قسرا حركة لا نهاية لها فقول خارج عن الاقناع وعن القبول، وذلك شبيه بقولهم <في> أن الالهة كثيرة. قال: وينبغي أن نرفض هذه الحركات ونرجع إلى تمام القول في هذا الجسم الشريف.
الجملة الثانية
Page 191