وأقول أيضا: ان وجد شيء أزلي في الماضي فاسدا في المستقبل، فلا شك أن قوة الفساد تتقدم فيه الفساد بالزمان، ولأنه موجود دائما في الزمان الماضي فهو فاسد بالقوة في جميع هذا الزمان غير المتناه. وإذا كانت هذه القوة موجودة في زمان غي متناه، فليس هنالك آن يختص بالطبع بفساده، بل نسبة فساده إلى جميع الأنات التي لا نهاية لها في المستقبل واحدة، وإذا كان ذلك كذلك، فمتى وضعتاه فاسدا في جميع النقط التي في الزمان الماضي، كان ذلك ممكنا كاذبا يعزضعنه محال رذلك مستحيل. وبمثل هذا يبين أنه لا يوجد شيء كائن يبقى أزليا في المستقل لأن الكائن يلزم أن تكون قوة الكون متقدمة له في جميع الزمان الماضي غير المتناه، فيلذم عن ذلك المحال المذكور.
البرهان الثالث:
وأقول أيضا: ان وجد شيء أزلي فاسدا أو كائن أزليا، فإنه يلزم أن يكون الفاسد لا فاسدا والموجود لا موجودا. وذلك انه إذا لم نضع زمان الكون متميزا بالطبع من زمان الفساد ، لزم أن يكون امكان فساده وتكونه في جميع الزمان امكانا واحدا، فيلزم أن يكون كائن فاسد معا أو لا كائن ولا فاسد، وكل ذلك مستحيل.
البرهان الرابع:
Page 174