وإذ قد تلخص هذا من أمر القوى فأقول: (انه) إن وجد في الشيء الواحد بعينه قوة على أمر ما وعلى مقابلة، مثل قوة القيام والقعوم في زيد مثلا، فكما أنه من الواجب أن يكون فعل احدى (القوتين) في زمان غير الزمان الذي فيه فعل القوة الأخرى فان الفعلين المتقابلين لا يمكن اجتماعهما في وقت واحد، كذلك زمان احدى (القوتين) واجب أن يكون غير زمان القوة الثانية، وان يكون كل واحد من أزمنة الفوى المتضادة محدودا وانما يمكن [12 ظ: ع] هذا إذا كانت القوى محدودة، فإنه ان لم تكن القوى محدودة، لم يوجد أعظم زمان توجد فيه القوة، فانه كما ان القوى الفاعلة انما تحد بأكثر ما تفعله كذلك القوى المنفعلة انما تحد بأعظم زمان توجد فيه. وذلك هو الذي تقع فيه نهاية الانفعال وتمامه. وهذا واجب في جميع المقولات مثل الانسان في الجوهر فان فيه قوة على الا يوجد وان يوجد في أزمان محدودة. هذا إذا توهمنا هذه القوة في موضوعها القريب الخاص لا في الموضوع البعيد، فإن زيدا مثلا قد عدم بالعرض زمانا لا نهاية له، واما عدمه الموجود في المني ودم الطمث اللذين تولد منهما فمتناهي الزمان، وكذلك الأمر في الأيسض والأسود في الكيف، (15و) [26 و] والصغير الكبير في الكم، وفي واحد واحد من جميع المقولات. وهذا ظاهر بالاستقراء في جميع المقولات.
القسم الثالث:
Page 157