قال: ولأن هاهنا قوما يقولون انه يمكن أن يكون شيء من الأشياء غير كائن ويفسد بأخرة، وشيء كائن غير واقع تحت الفساد، مثل ما قيل ذلك في الكتاب الذي يدعي طيماوش، المنسوب الى افلاطون، فإنه قيل هنالك ان السماء مكونة وهي ثابتة لا فناء لها. وهؤلاء يظهر من أمرهم، كما يقول، انهم ما وصفوا السماء بأمر طبيعي. فهو يريد أولا أن يفحص عن هذا المعنى فحصا كليا يعم السماء وغيرها، فإنه من المبادئ التي الغلط فيها، كما قيل، يفضي إلى غلط كبير [11 ظ: ع] في هذا العالم. وما يقوله منحصر في ثمانية أقسام: (القسم الأول) - فيه احصاء المعاني التي يقال عليها الكائن والفساد، وغير الكائن وغير الفاسد. وتعريف السبب في وجوب احصاء الأسماء المشتركة عند الفحص عن الأشياء التي لها أسماء مشتركة. (القسم الثاني) - يشرح فيه المعنى الذي ندل عليه بقولنا (ان) في الشيء قوة أو انه ليس فيه قوة، وبماذا نحد القوى وعدم القوى في الأشياء ذوات القوى. (القسم الثالث) - في البرهان على أنه ليس يمكن أن يكون أزلي فيه قوة العدم. (القسم الرابع) - في أن اللاذم عن ذلك انه لا يمكن في الشيء الأزلي أن يفسد، ولا في الكائن أن يبقى أزليا. (القسم الخامس) - في أي الموجودات يوجد الكون والفساد الذي انتفى كونها عن الموجودات الأزلية، وان طبيعة الموجودين متباينان، وان كل كائن وفاسد (14و) [25 و] غير أزلي. (القسم السادس) - في بيان أن غير الكائن وغير الفاسد يصدق كل واحد منهما بالانعكاس على الأزلي. (القسم السابع) - في بيان ان الكائن والفاسد يرجع كل واحد منهما على صاحبه بالتكافؤ. (القسم الثامن) - في تقصي القول في ابطال رأى من يرى أن هاهنا شيئا أزليا يفسد، أو كائنا لا يفسد أو فيه فوة على الفساد من غير أن يفسد. وهو يأتى في ذلك براهين أربعة كلية مبناها على البرهان الأول الذي استعمله في ذلك، ثم يأتي بحجة خامسة مأخوذة من الاستقراء، ثم يختم هذه المقالة ببيان هذا المطلوب.
القسم الأول:
Page 150