قوله تعالى: { يضاهئون قول الذين كفروا من قبل )(1) يعني اليهود وقولهم في عزير؛ لأنهم كانوا قبلهم، فشبه النصارى بقولهم في عيسى باليهود، وقولهم فى عزير، والله أعلم .
الآية السادسة
قوله تعالى : { إن عدة الشهور عند الله}(2) الآية
هي الشهور المعلومة، أولها : المحرم، وآخرها : ذو الحجة والأربعة الحرم هى : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ، وقوله تعالى فيهن يرجع إلى الأربعة، لا إلى الجميع .
وقيل : يرجع إلى الجميع والأول أظهر ، لأن الجمع بالنون للتقليل كما تقول : لثلاث خلون، فإن زاد على العشرة قلت : لإحدى عشرة خلت وكذلك لو أراد الاثنى عشر لقال : فلاتظلموا فيها، فإن قيل : فلأي شىء خص النهي عن الظلم بالحرم والظلم محرم في الجميع ؟
فالجواب : أنه إنما أراد تعظيم حقهن وتغليظ الذنب فيهن ، وهذا كقوله تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال }(3) وهما داخلان في الملائكة، لكن ذكرهما الله تعالى تشريفا لهما وتعظيما لشأنهما .
وكذلك قوله تعالى: {فيهما فاكهة ونخل ورمان )(4) وهما من الفاكهة، ولكن ذكرهما للتشريف، والله أعلم .
الآية السابعة
قوله تعالى: إنما النسيئ زيادة في الكفر} (5)
قيل في النسيئ: إنه رجل من بنى كنانة وهو حذيفة بن عبد ويلقب بالقلمس كان يحل المحرم ويحرم صفر، ثم يحل بعد ذلك صفرا ويحرم المحرم، وكانت العرب تدين به . حكى ذلك الطبري فيكون تقدير الكلام على
Page 87