بدليل أن هذا الفعل معدى بنفسه، والأول بمن، وإنما هذه الاية كناية عما سأل قوم موسى من الآيات وقوم عيسى، ثم كفروا، فمعنى السؤال الأول والثاني الاستفهام عن الشىء ومعنى الثالث طلب الشىء، والله أعلم .
تنبيه : ذكر الشيخ رضى الله عنه قوله تعالى : *ولا آمين البيت الحرام)(1) وتكلم على الآية ثم قال : ونسخ هذا الحكم بقوله تعالى : فاقتلوا المشركين }(2) قال المؤلف رحمه الله : هذا الذي ذكره الشيخ هو قول قاسم بن ثابت في كتاب الدلائل وقول غيره، وقد اختلف الناس فى هذه السورة، فقيل : إنها كلها محكمة، ليس فيها منسوخ، روي عن الحسن وأبى ميسرة، وقيل : إن الآية مسوخة بآية القتال، كما ذكره الشيخ، والصحيح أنها غير منسوخة، وإنما هي مخصوصة بها، وذلك لأن النسخ من شرطه معرفة التاريخ بالمتقدم والمتأخر، والمائدة من آخر ما نزل، وقد اختلف فيها وفي براءة أيهما نزلت قبل الأخرى، وآية القتال من أول ما نزل بالمدينة ، فإذا لم يصح التاريخ وجهل ، فلا تصح دعوى النسخ، وكذلك من شرط النسخ التعارض، وهنا لا تعارض، لأن حرمة القاصدين لبيت الله تعالى وتعظيمهم باقية في المؤمنين لم ترتفع، والنسخ إنما هو رفع الحكم ، فالآية إذا عامة في كل آم للبيت، ثم خص الكافر منها بآيات القتال. فسقطت حرمته وبقيت الحرمة في المؤمنين وإلى هذا ذهب أبو بكر بن العربي. والله أعلم .
وذكر قوله تعالى: { إذهم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم } الآية(3) وقال: هو غورث بن الحارث، قال المؤلف رحمه الله : وقد حكى بعض الناس أن اسمه عتور بن الحارث، ذكره ابن عطية، والله أعلم، وذكر قوله تعالى : (ادخلوا الأرض المقدسة)(4) وقال : هى بيت المقدس .
قال المؤلف - وفقه الله - وقد قيل : إنها الغوطة وفلسطين وبعض الأردن . قال الطبرى : ولا نختلف ، لأنها بين الفرات وعريش مصر وأما مدينة الجبارين فقيل : هى دمشق، وأما الأرض التى أصابهم فيها التيه فهي مابين المقدس إلى قنسرين، وهي اثنا عشر فرسخا في ثلاثة فراسخ، واشتقاق أسماء هذه المواضع
Page 63