الآية الخامسة عشرة
قوله تعالى : {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جناح فيما طعموا }(1) الآية
وقع في كتاب مسلم أنها لما نزلت قال رسول لبلال مولى أبي بكر رضي الله عنهما: قيل لي . أنت منهم وحكى أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء أن علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال : كان عثمان بن عفان رضي الله عنه من *الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) .
الآية السادسة عشرة
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء
إن تبد لكم تسؤكم } .(2)
نزلت في عبد الله بن حذافة، حين خطب رسول الله ةالناس وقال : سلوني، فقال عبد الله بن حذافة: من أبى ؟ فقال : أبوك حذافة فنزلت الآية وقع في كتاب مسلم(3) . وقد قيل : إنها نزلت في عكاشة حين سأل عن الحج العامنا هذا ؟ أم للأبد ؟ وقوله تعالى : {وإن تسألوا عنها ) قيل : إن الهاء عائدة على الأشياء المتقدمة . وقيل : لا يصح أن تعود عليها لأنه قد نهى عن السؤال عن تلك الأشياء. وفى قوله : {وإن تسألوا عنها } الآية؛ إبانة لها؛ فهي على هذا عائدة على أشياء أخر لم يتقدم لها ذكر لكن يفهم من قوة الكلام كقوله تعالى : {كل من عليها فان }(4) ، يريد الأرض، ولم يتقدم لها ذكر، وهو في القرآن كثير .
فكأنه قال : وإن تسألوا عن أشياء أبيح لكم السؤال عنها فتبد لكم وقوله تعالى: {قد سألها}، الهاء أيضا عائدة على غير الأسماء المتقدمة لقوة الكلام؛
Page 62