وَقَالَ أعلم أَن معايب عمالك والمنصرفين فِي أعمالك من أقبح معايبك ومآثرهم ومناقبهم من أحسن مآثرك ومناقبك لِأَن بهم يسْتَدلّ على مِقْدَار معرفتك بمقادير الرِّجَال وَيُوقف على كَتفيهِ تصرفك بتصاريف الْأَحْوَال فَأحْسن الإختيار وَأكْثر الإستظهار عَلَيْهِم وَأعلم أَنهم أنفاس الْمُلُوك وحرابه فدم على مُرَاعَاة أَحْوَالهم وَلَا تمهل مكافآة أفعالهم فَأول المحسن مَا يسْتَحقّهُ من حسن الْوَلَاء والمسيء مَا يستوجبه من سوء الْجَزَاء ليتصرفوا لَك فِي الْأَمَانَة ويتعففوا عَن الْخِيَانَة
1 / 139