[62] فلما عجز المتكلمون عن الجواب لجؤا الى ان قالوا ان الارادة القديمة صفة من شأنها ان تميز الشىء عن مثله من غير أن يكون هنالك مخصص يرجح فعل أحد المثلين على صاحبه كما ان الحرارة صفة من شأنها ان تسخن والعلم صفة من شأنه ان يحيط بالمعلوم فقال لهم خصومهم من الفلاسفة هذا محال لا يتصور وقوعه لان المتماثلين عند المريد على السواء لا يتعلق فعله باحدهما دون الثانى الا من جهة ما هما غير متماثلين أعنى من جهة ما فى احدهما صفة ليست فى الثانى وأما اذا كانا متماثلين من جميع الوجوه ولم يكن هنالك مخصص اصلا كانت الارادة تتعلق بهما على السواء واذا كان تعلقها بهما على السواء وهى سبب الفعل فليس تعلق الفعل باحدهما باولى من تعلقه بالثانى فاما ان يتعلق بالفعلين المتضادين معا واما ان لا يتعلق ولا بواحد منهما وكلا الامرين مستحيل .
Page 36