[61] أقول حاصل ما حكى هو عن الفلاسفة فى هذا الفصل فى الاستدلال على انه لا يمكن ان يوجد حادث عن فاعل ازلى انه ليس يمكن ان يكون هنالك ارادة وهذا العناد انما تأتى لهم بانهم تسلموا من خصومهم ان المتقابلات كلها متماثلة بالاضافة الى الارادة القديمة ما كان منها فى الزمان مثل المتقدم والمتأخر وما كان منها موجودا فى الكيفية المتضادة مثل البياض والسواد وكذلك العدم والوجود هما عندهم متماثلان بالاضافة الى الارادة الاولى فلما تسلموا هذه المقدمة من خصومهم وان كانوا لا يعترفون بها قالوا لهم ان من شأن الارادة الا ترجح فعل احد المثلين على الثانى الا بمخصص وعلة توجد فى احد المثلين ولا توجد فى الثانى وإلا وقع احد المثلين عنها بالاتفاق فكأن الفلاسفة سلموا لهم فى هذا القول انه لو وجد للازلى ارادة لأمكن ان يصدر حادث عن قديم .
Page 35