176

Livre de la politique ou la marche des rois

سياست نامه أو سير الملوك

Chercheur

يوسف حسين بكار

Maison d'édition

دار الثقافة - قطر

Numéro d'édition

الثانية، 1407

عليهما السلام فليس بأقل منه اللهم إلا أنه كانت له حكومة على الريح والشياطين والجن والوحوش والطيور مما ليس لنا أما من حيث الكنوز وأدوات التجمل والزينة والملك والجيش ونفوذ الحكم ومنعته التي لنا فمن ذا الذي كان له مثلنا قبلنا في عرض العالم وطوله أيعوزني شيء من مقومات الملك لا أملكه فقال له أحد الزعماء يعوزك أهم مقومات الملك وأفضلها مما لا تملكه في حين كان للملوك من قبلك قال سليمان ما الذي كان للاخرين ولا أملكه الان قال الرجل ليس عندك الوزير الذي يوائمك قال سليمان وكيف ذلك قال الرجل أنت ملك ابن ملك فينبغي أن يكون وزيرك ابن وزير كفؤا ومباركا قال سليمان أيوجد وزير على النحو الذي وصفت في العالم كله قال الرجل أجل قال سليمان أين قال الرجل فب بلخ قال سليمان من ذاك الشخص قال الرجل هو جعفر البرمكي الذي ورث اباؤه الوزارة كابرا عن كابر إلى ايام اردشير بن بابكان وكان النوبهار وهو معبد قديم ببلخ وقفا عليهم ولما أشرقت شمس الأسلام وخرج السلطان من يد ملوك العجم اتخذ اباؤه بلخ دار مقام لهم وظلوا هناك لقد كانت الوزارة وراثية فيهم وهم الذين صنفوا كتبا في السير ونظام الوزارة وكانوا حين يفرغ أبناؤهم من تعلم الخط والأدب والكتابة يضعون تلك الكتب بين أيديهم ليقرأوها ويعوا ما فيها ويسيروا على هديها لقد اقتدى الأبناء بابائهم في سيرتهم اقتداء كاملا من شتى الوجوه وليس في الدنيا كلها من هو أليق لوزارتك من جعفر والأمر ما يراه الخليفة

فما إن سمع سليمان بن عبد الملك الذي لم يكن في بني امية وال مروان أعظم منه وأقدر هذا الكلام حتى وطن الفؤاد على استقدام جعفر من بلخ والعهد إليه بالوزارة

Page 218