ولا خلاف في هذا بين الشيخين إلا في هذه الصفات الأربع ، فإن عند أبي علي أنه يستحقها القديم تعالى لذاته ، وعند أبي هاشم يستحقها لما هو عليه في ذاته. وأما ما يجب له في كل حال فهو تلك الصفة الذاتية ، وهذه الصفات الأربع.
** ما يستحيل عليه من الصفات :
وأما ما يستحيل عليه في كل وقت ، فهو ما يضاد هذه الصفات ، نحو كونه عاجزا جاهلا معدوما.
** ما يستحقه في وقت دون وقت :
وأما ما يستحقه في وقت ومن وقت ، فنحو كونه مدركا فإن ذلك مشروط بوجود المدرك ، ونحو كونه مريدا وكارها ، فإن ذلك يستند إلى الإرادة والكراهة الحادثتين الموجودتين لا في محل.
وأما الكلام في أن من هذه صفته فلا بد من أن يكون واحدا ، فسنذكره في باب مفرد إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة.
** قسمة أخرى لصفات القديم :
وقد قسم صفات القديم تعالى في الكتاب قسمة أخرى فقال :
إن صفات القديم جل وعز إما أن تكون من باب ما يختص به على وجه لا يشاركه فيه غيره ، نحو كونه قديرا وغنيا إلا أن هذا لا يصح في المثال ، لأن المرجع بالقدم إلى استمرار الوجود ، والواحد منا يشارك القديم في الوجود ، وكونه غنيا ليس بصفة ، لأن المرجع به إلى نفي الحاجة عنه ، فالأولى أن يذكر في مسألة الصفة الذاتية التي يقع بها الخلاف والوفاق.
وإما أن تكون من باب ما يشاركه غيره في نفس الصفة ويخالفه في كيفية استحقاقه لها ، نحو كونه قادرا عالما حيا موجودا ،
فإن أحدنا يستحق هذه الصفات كالقديم سبحانه ، إلا أن القديم تعالى سبحانه يستحقها لما هو عليه في ذاته ، والواحد منا يستحقه لمعان محدثة.
وإما أن تكون من باب ما يشاركه غيره في نفس الصفة وفي جهة الاستحقاق ، نحو كونه مدركا ومريدا وكارها ، فإن القديم تعالى مدرك لكونه حيا بشرط وجود
Page 81