هما خطتا إما إسار ومنة ... وإما دم والقتل بالحر أجدر
الخطة مأخوذة من الخط، وهي تجري مجرى القصة، وإن كان لها مواضع تنفرد بها، وحذف النون من خطتا إذا رفعت إما إسار استطالة للاسم، كأنه استطال خطتا ببدله وهو قوله إما إسار، كما استطال الشاعر الآخر الموصول " بصلته، والموصوف " بصفته فقال:
أبني كليب إن عمى اللذا ... قتلا الملوك وفككا الأغلالا
فحذف النون من اللذا. ومثله في الحذف قول الآخر:
لها متنتان خظاتا كما ... أكب على ساعديه النمر
فحذف النون من خظاتا. وقول الآخر:
لنا أعنز لبن ثلاث فبعضها ... لأولادها ثنتا وما بيننا عنز
ويجوز أن يكون الحذف على وجه الحكاية، كأنه قال: هما خطتا قولكم إما كذا وإما كذا، فلما نوى ذلك حذف النون للإضافة. وكأنهم كانوا يديرونه على الخصلتين، فأخذ يتهكم عليهم ويحكي مقالتهم، ونحوه قول الخليل في قوله: " ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا "، قال معناه لننزعن من المتشايعين الذي يقال لعتوه أيهم أشد؛ فحكى. وقوله:
فأبيت لا حرج ولا محروم
وإذا جررت إما إسار يكون حذف النون لنية الإضافة، والتقدير: هما خطتا إسار ومنة. والمعنى ليس " لي " إلا واحدة من خصلتين اثنتين على زعمكم: إما استئسار والتزام منتكم إن رأيتم العفو، وإما قتل وهو بالحر أجدر من التعرض لما
1 / 61