============================================================
17 في ذات الله تعالى لإعلاء كلمته وإظهار دينه، وأجمعوا كلهم على نقل الكتاب السماوي، وهو القرآن بالأحرف السبعة المنزلة، ونقلوا أحكام الشريعة العزيزة المؤسسة على الوحي السماوي، فقاموا في جهاد أعداء الله تعاى وتبليغ شريعته مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهرت نصيحتهم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فوجب متابعتهم وحبتهم وأما قولهم: (ولا نفرط في حت أحد منهم)، فإنما قالوا ذلك لأن الإفراط في الشيء يوجب الفساد، ألا ترى أن قوما أفرطوا في حب علي رضي الله عنه، فخذلوا بالوقيعة في أبي بكر وعمر، ورفضوهما مع عظيم فضلهما الثابت بالنصوص المتواترة وإجماع الصحابة على خلافتهما؟ وباتمام خلافتهما كان ظهور الإسللام، وبالإتيان بوجوب طاعتهما شكرهم الله تعاك بقوله: يكأيها الذين * امثوا من يرتد منگم عن دينه فسوف يأتى الله يقوو يحبهم ويحبونهه أذلة على المؤمنين أعزة على الكلفرين يجتهدوب فى سبيل الله ولا لمخافون لومة لاير ذالك فضل الله يوتيه من يشله والله واسع عليه ) [المائدة:54]، ويقوله تعاى: ( وما محمد إلا رشول قد خلت من قبله الرسل افاين مات أو قتل انقلبتم عل أعقليكم ومن ينقلت عل عقبيه فلن يضر الله شييا وسيجزى الله الشلكرين [آل عمران: 144])، وببركة طاعتهما نصرهم الله تعالى على المرتدين، حتى أدخلوهم في الإيمان بعد ما خرجوا منه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يهلك فيك اثنان: مبغض مفرط، ومحث مفرط ألا ترى أن النصارى أفرطوا في حب عيسى صلوات الله عليه وسلامه، فادعى بعضهم فيه الألوهية، وبعضهم الشركة، وبعضهم النبوة
Page 170