وكتب كاتب عمر عند عمر بن الخطاب: هذا ما أرى الله عمر. فقال عمر: امحه، واكتب: هذا ما رأى عمر، فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن غير صواب فمن عمر.
وهذا هو صريح الرأي وقطب يدور عليه كلام أهل الرأي.
وسئل ابن مسعود عن امرأة مات زوجها عنها، ولم يفرض لها صداقا، قال: أقول فيها برأيي فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، لها مثل صداق امرأة من نسائها ولا وكس ولاشطط، ولها الميراث وعليها العدة.
(وخولف التوحيد)
روي عن سليمان بن علي، عن أبيه، عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: كنت جالسا عند أبي فقال له رجل: يا أبا العباس، إن هاهنا قوما يزعمون أنهم أتوا من قبل الله تعالى، وأن الله تعالى أجبرهم على المعاصي. فقال: لو علمت أن هاهنا منهم أحد لقبضت على حلقه فعصرته حتى تزهق نفسه.
وقيل: إن أول من أظهر الجبر معاوية، روي أنه قام خطيبا بالشام، فقال: إنما أنا خازن من خزان الله أعطي من أعطاه الله، وأمنع من منعه الله. فقام إليه أبو ذر فقال: كذبت يا معاوية إنك لتعطي من منعه الله، وتمنع من أعطاه الله. فقام عبادة بن الصامت فقال: صدق أبو ذر. فقام أبو الدرداء فقال: صدق عباده. قال: ثم نزل عن المنبر وهو يقول: فنعم إذن فنعم إذن.
Page 66