وقد بين عليه السلام فساد التقليد، ولابد للعاقل من أن يكون على مذهب يشهد له العقل والكتاب والسنة لينجو من تخاليط أهل الأهواء، وذلك ما ذهبت إليه شيعة المعتزلة ومعتزلة الشيعة، الذين تمسكوا بمذهب أهل البيت عليهم السلام.
(وتفرقت الآراء)
وهذا لأهل الرأي لتفرقهم على أهوائهم بغير دليل وزعموا أن ذلك اجتهاد.
(ونبذ القرآن)
حيث قال عز من قائل: ?واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا? [آل عمران: 103].
(وغيرت السنن)
غيرت أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكلام بدعة وتأويل خدعة.
(وبدلت الأحكام)
أي رفضت الأحكام التي يشهد بصحتها العقل.
روي أن أبا بكر كان على المنبر فسئل عن الكلالة، فقال: ما سمعت فيها شيئا، وسأقول فيها برأيي فإن أصبت فالله وفقني، وإن أخطأت فالخطأ مني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، أراه ماخلا الوالد والولد. فلما ولي عمر قال: إني لأستحيي من الله أن أرد قضاء قضى به أبو بكر.
Page 65