وقد يفهم هذا من قوله:
٥٧ - وكل مضمرٍ له البنا يجب ... ولفظ ما جر كلفظ ما نصب
٥٨ - للرفع والنصب وجرنا صلح ... كاعرف بنا فإننا نلنا المنح
٥٩ - وألف والواو والنون لما ... غاب وغيره كقاما واعلما
المضمرات كلها مبنية لشبهها بالحروف في المعنى، لأن كل مضمر متضمن معنى التكلم، أو الخطاب، أو الغيبة، وهو من معاني الحروف، مدلول عليه بالياء، ونا، والكاف، والهاء: حروفا في نحو: إياي، وإيانا، وإياك، وإياه.
وقيل: بنيت المضمرات استغناء عن إعرابها باختلاف صيغها، لاختلاف المعاني.
ولعل هذا هو المعتبر عند الشيخ في بناء المضمرات، ولذلك عقبه بتقسيمها بحسب الإعراب كأنه قصد بذلك إظهار علة البناء، فقال:
...................... ... ولفظ ما جر كلفظ ما نصب
أي الصالح للجر من الضمائر المتصلة هو الصالح للنصب، لا غير.
والمتصل الصالح للنصب ضربان: صالح للرفع، وغير صالح له، فالصالح منه للرفع هو (نا) وحدها، ولذلك أفردها: بهذا الحكم، فقال:
للرفع والنصب وجرنا صلح ... كاعرف بنا فإننا نلنا المنح
فموضع (نا) جر بعد الباء، ونصب بعد إن، ورفع بعد الفعل.
ولما بين أن الواقع من الضمائر المتصلة في الإعراب كله هو (نا) علم أن ما عداها من المتصل المنصوب لا يتعدى النصب إلا إلى الجر، وذلك ياء المتكلم، وكاف الخطاب، وهاء الغائب.
ويعرف هذا من التمثيل في قوله قبل:
........ من ابني أكرمك ... ............ سليه ما ملك
[٢٢] فأوقع الياء في موضع // الجر بالإضافة، فعلم أنها صالحة للنصب، نحو: أكرمني زيد، وأوقع الكاف والهاء في موضع النصب بالمفعول. فعلم أنهما صالحان للجر، نحو: رغبت فيك، وعنه.
1 / 35