فقيل له نعم وفي شواهدنا وحكى المفضل رافد وروافد وأنشد:
إذ قل في الحي الجميع الروافد
وقوله " وسقطت همم النفوس وزهد في لسان الصدق وعقد الملكوت فأبعد غايات كاتبنا في كتابته أن يكون حسن الحظ قويم الحروف وأعلى منازل أديبنا أن يقول من الشعر أبياتا في مدح قينة أو وصف كأس ".
الهمم جمع همة وهي العزيمة وما يجيله الإنسان في نفسه وهو اتساع همه يقال هم بالشيء إذا عزم عليه أو حدث به نفسه وقيل للملك همام لأنه إذا هم بشيء فعله والزهادة في اللغة أصلها القلة فمعنى قولهم زهدت في الشيء أي قلت رغبتي فيه قال الليث الزهد والزهادة في الدنيا ولا يقال الزهد إلا في الدين والزهادة في الأشياء كلها وقال ثعلب في الفعل منه زهد وزهد وزهد. ولسان الصدق الثناء الحسن قال الله تعالى " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " واللسان لسان الإنسان والكلام واللغة والرسالة ويقال للسان الإنسان مقول ولقلق. والصدق ضد الكذب واشتقاقه من قولهم رمح صدق إذا كان قويا صلبا ومنه يقال هو صدق النظر وصدق اللقاء إذا كان قويهما فحقيقة معنى الصدق قوة الخبر كما أن معنى ضعف الخبر من قولهم حمل عليه فما كذب أي فما ضعف. وعقد الملكوت مصدر عقدت الحبل عقدا شددته والملكوت الملك وهو فعلوت منه مثل الجبروت من التجبر والرحموت من الرحمة والمعنى وقلة الرغبة في الثناء الحسن وفي بلوغ الملك وقيل أراد بعقد الملكوت اعتقاد ملكوت الله بالقلب ومعرفته على الحقيقة بنور النفس ويروى وعقد الملكوت بضم العين وفتح القاف جمع عقده أي زهد في اتخاذ الشرف والرعفة بالتوحيد والعلم. والغايات جمع غاية وغاية الشيء منتهاه وغاية الجيش رايته، كذلك غاية الخمار والغاية القصبة التي تصاد بها العصافير والقويم وإنما ذكر ذلك منكرا على من اقتصر من الكتاب على حسن الحظ دون غيره ورأى أنه قد تناهى في الكمال إذا كان حسن الحظ ولم يقصد إلى عيب حسن الحظ فإن ذلك محمود بالجملة وقد جاءت في الحظ والقلم آثار كثرة فمنها ما روى عن ابن عباس ﵀ أنه قال في قوله تعالى " أو إثارة من علم " قال الحظ الحسن وفسر بعضهم قوله تعالى " يزيد في الخلق ما يشاء " أنه الحظ الحسن وروى عن النبي ﷺ أنه قال " الحظ الحسن يزيد الحق وضوحا " وقيل حسن الحظ
1 / 27