وجمع النديم ندماء مثل ظريف وظرفاء الشاعر في الندمان.
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقنى ... ولا تسقنى بالأصغر المتثلم
وقال برج بن مسهر
وندمان يزيد الكأس طيبا ... سقيت إذا تغورت النجوم
وأخبرت عن عبد الله بن مسلم أنه قال أنما قيل لمشارب الرجل نديمه من الندامة لأن معاقر الكأس إذا سكر تكلم بما يندم عليه وفعل ما يندم عليه فقيل لمن شاربه نادمه لأنه فعل مثل فعله كما تقول ضاربه وشاتمه ثم اشتق من ذلك نديم كما تقول جالسه فهو جليسه وقاعده فهو قعيده ويدل على هذا قول رسول الله ﷺ في وصف الجنة " فيها أنهار من عسل مصفى وأنهار من كاس ما بها صداع ولا ندامة ". ونبذت الصنائع تركت وأعرض عنها وأصل النبذ الرمى نبذت الشيء من يدي إذا رميته ومنه سمى النبيذ نبيذًا لأن التمر يلقى ويترك حتى يدرك. والصنائع جمع صنيعة وهي الإحسان وقدر المعروف قيمته وهو القدر أيضا والمعروف والعرف اصطناع الخير واعتقاده في أعناق الرجال وسمى معروفًا لأن كل إنسان فعله أو لم يفعله يعرف فضله ولا ينكر حسنه. والخواطر جمع خاطر وهو الفكر وفاعل يجمع على فواعل إذا كان اسما فأما النعت فلا يجمع عليه لئلا يلتبس بالمؤنث لا تقول في جمع ضارب ضوارب لأنه جمع وقد جاءت أحرف في المذكر على هذا الجمع نحو فارس وفوارس لأنه يختص بالرجال وهالك وهوالك قال ابن جذل الطعان.
فأيقنت أني ثائر ابن مكدم ... غداتئذ أو هالك في الهوالك
وناكس ونواكس قال الفرزدق
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
وقال ابن الأعرابي حارس وحوارس وحاجب وحواجب من الحجابة ومن ذلك ما جاء في المثل مع الخواطئ سهم صائب وقولهم أما وحواج بيت الله ودواجه جمع حاج وداج والداج الأعوان والمكارون وغائب وغوايب وشاهد وشواهد وقال عتيبة بن الحارث:
ومثلى في غوايبكم قليل
1 / 26