إحدى البلاغتين ورداءته إحدى الزمانتين وأنكر أيضًا على من رضى من الأدباء يقتصر من الآدب على أن يقول من الشعر أبياتا في مدح قينة أو وصف كأس وقنعٍ بهذه المنزلة وكان ذلك أفضل ما فيه وليست هذه مرتبة العلماء فأما من كان عالما وانضم الى علمه طبع في قول الشعر فليس هذا الطعن متعلقا به وأبيات تصغير أبيات وإنما جاز تصغير هذا الجمع لأنه جمع قلة وجمع القلة يشبه التصغير من حيث أنه تقليل كما أن التصغير تقليل وشبة الآحاد ألا ترى أنه يفسر به العدد نحو ثلاثة أكلب وأصل العدد أن يفسر بالواحد نحو أحد عشر درهما فلهذا المعنى صغر على لفظة فأما جمع الكثرة فلا يجوز تصغيره على لفظه لأن المراد بتصغير الجمع تقليل عدده وذلك ضد الكثرة فكان يتنافى لكن يرد إلى أدنى العد فإن لم يكن له أدنى عدد رد إلى الواحد وألحق الواو والنون إن كان ممن يعقل والألف والتاء إن كان مما لا يعقل تقول في جعافر جعيفرون وفي مساجد مسجدات فأما أسماء الجموع فتحقيرها تحقير الآحاد تقول في تحقير قوم ورهط قويم ورهيط. وأمثلة القلة أربعة أفعل كاء كلب وأفعل كاء جمال وأفعلة كأرغفة وفعله كصبية وحده من الثلاثة إلى العشرة. والقينة الأمة مغنية كانت أو غير مغنية قال زهير.
رد القيان جمال الحي فاحتملوا ... إلى الظهيرة أمر بينهم لبك
أراد الإماء أنهن رددن جمال الحي لشد أقتابها عليها واشتقاقها من قانت المرأة الجارية إذا زينتها والماشطة تدعى المقينة وقال ابن كيسان إنما سميت قينة لأنها تعمل بيدها مع غنائها وكل صانع بيده قين إلا الكاتب ثم سميت الأمة وإن تكن صانعة قينة للمغنية وإن لم تكن أمة قينة إذا كان الغناء صناعة لأن ذلك من عمل الإماء دون الحرائر والوصف النعت للشيء بحليته والكأس القدح فيه الخمر فإن لم يكن فيه خمر فهو قدح والكأس مهموزة مؤنثة وجمعها كؤوس قال الأزهري وأحسب اشتقاقها من قولهم كأص فلان الطعام والشراب إذا أكثر منه لأن الصاد والسين يتعاقبان في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما وذكر قوم إن الكأس الشراب بعينه.
وقوله " وأرفع درجات لطيفنا أن يطالع شيئا من تقويم الكواكب وينظر في شيء من القضاء وحد المنطق ثم يعترض على كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه وعلى حديث رسول الله ﷺ بالتكذيب وهو لا يدري من نقله "
الدرجات المنازل والدرجة العلو في المنزلة ودرجات الجنان منازل ارفع من
1 / 28