Le Collier des Étoiles Élevées
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Chercheur
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Histoire
أَنَّك مُمَيّز عَارِف عَاقل فكساني وحملني على دَابَّة فَكَانَ كثيرا مَا يسألني عَن أَيَّام الْعَرَب ووقائعها فَأخْبرهُ فيطرب وَكَانَ فصيحًا بِالْعَرَبِيَّةِ عَالما باللغة وَكَانَ هُوَ يحدثني بِأَحَادِيث بني إِسْرَائِيل وَالْفرس وَالروم وَأَمْسِكْنِي عِنْده وأحبني وَكَانَ أهل دولته يتوسلون بِي فِي حوائجهم وَكَانَ يَخْلُو بِي ويسألني عَن الدّين وَالْإِسْلَام وَصفَة النَّبِي وأخباره وقصته فَأخْبرهُ فَقَالَ لي يَوْمًا أُرِيد السّفر إِلَى مَوضِع أهمني وَتَكون معي فَقلت إِلَى أَيْن قَالَ إِلَى قبَّة من رصاص بنيت فِي أول الزَّمَان لأنظر إِلَيْهَا بَيْننَا وَبَينهَا مفازة أَرْبَعَة أشهر وَإِن كَانَ لَا حِيلَة فِيهَا لِأَنَّهَا مطبقة لَا يعرف لَهَا بَاب فَسَار وَمَعَهُ بطارقة من جماعته وَعبيد نَحْو مائَة فِي مفازة غير مسكونة وَلَا معمورة حَتَّى انتهينا إِلَى قبَّة عالية من الرصاص على مِقْدَار نصف جريب فطفنا بهَا فَإِذا هِيَ قبَّة لَا بَاب لَهَا فَقَالَ الْملك أَرَأَيْت فَقلت نعم قَالَ إِنَّه كَانَ على قلبِي مِنْهَا أَمر عَظِيم وَلم أزل حَتَّى وصلت إِلَيْهَا فَكيف الاستعلام بِمَا فِي بَاطِنهَا فَقلت أَيهَا الْملك إِنَّهَا من الرصاص وَلَو أردْت حرقها وَكسرهَا لفَعَلت فِي أقل مُدَّة فَتَبَسَّمَ وَقَالَ هَذَا غير خَافَ عَليّ غير أَنه فِي أم الْكتاب الَّذِي قَرَأت فِيهِ حَدِيثهَا أَنه من أرادها بِسوء هلك من سَاعَته وَقد تعرض لَهَا جمَاعَة فماتوا فإياك أَن تنطق بِمثل هَذَا فتهلك السَّاعَة فتعجبت من كَلَامه ثمَّ ألهمني الله أَن قلت للْملك إِن أَنْت أَذِنت لي أَيهَا الْملك أَن أستفتح فأقرأ الْقُرْآن الَّذِي أنزل على نَبينَا مُحَمَّد
فَإِن يَك مَانع من الْجِنّ دونهَا فَإِنَّهُ يدحض ويهرب وَإِن يَك غير ذَلِك عَرفْنَاهُ فَقَالَ وَالله مَا جِئْت بك لغير هَذَا فَبَدَأت الْقِرَاءَة واستفتحت مُعْلنا صوتي وَأَنا أَطُوف حولهَا وَالْملك معي وَكنت قد بدأت بِأول الْقُرْآن فَلم أزل أَقرَأ سُورَة بعد سُورَة حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى سُورَة الرَّعْد قَرَأت هَذِه الْآيَة ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ﴾ الْآيَة الرَّعْد ٣١ فَظهر لنا بَابهَا فسر الْملك بذلك فَدخلت وَأَنا أَقرَأ وَدخل الْملك معي وَإِذا فِي وَسطهَا قبر عَظِيم عَلَيْهِ رخامة مزبور فِيهَا خطّ فَلم أعرف أقرؤه فنقلته حَتَّى رَجعْنَا فَطلب الْملك من يَقْرَؤُهُ فَأتى بِرَجُل فقرأه لنا فَإِذا فِيهِ مَكْتُوب أَنا أرغو بن فالغ ابْن عَابِر بن شالخ بن أرفخشد بن سَام بن نوح وَتَحْت هَذَا مَكْتُوب أَبْيَات شعر وَهِي // (من الْخَفِيف) //
(أَنا أرغو بن فَالِغ المُعتاص ... من ظلام الْإِشْرَاك بالإخلاص)
1 / 178