Les jardins des âmes : Catégories des savants de Kairouan et d'Afrique, leurs ascètes et leurs ermites, récits de leurs nouvelles, leurs vertus et leurs descriptions

Abou Bakr al-Maliki d. 464 AH
81

Les jardins des âmes : Catégories des savants de Kairouan et d'Afrique, leurs ascètes et leurs ermites, récits de leurs nouvelles, leurs vertus et leurs descriptions

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

Chercheur

بشير البكوش

Maison d'édition

دار الغرب الإسلامي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

إفريقية إلى برقة، فأخبروه بخبرهم، فأمر عسكره أن يمضي على الطريق، وعدل هو إلى الساحل في خيل يسيرة (١٥٨) من فرسان أصحابه، وطمع أن يدرك العدو فيستنقذ منه أسارى المسلمين، فلما وصل إلى الساحل أشرف على الروم، فإذا هم خلق عظيم، واستغاث ذراري المسلمين وصاحوا، والروم يدخلون بهم في المراكب وعسكر الروم [بوفرة] (١٥٩) في البر، فنادى زهير في أصحابه: «انزلوا رحمكم الله!» فنزل المسلمون، وبرز الروم لقتالهم، فاقتتلوا حتى عانق بعضهم بعضا، وتكاثر عليهم الروم فاستشهد زهير وكل من كان معه من المسلمين ﵃، ولم يخلص منهم سوى رجل واحد، فأدخل الروم خيلهم وسلاحهم والسبي الذي كان معهم إلى المراكب. فلما بلغ عبد الملك والمسلمين (١٦٠) الخبر اشتد عليهم ذلك، وكانت المصيبة بزهير وأصحابه مثل المصيبة بعقبة بن نافع وأصحابه رضي الله تعالى عن جميعهم. وسأل أشراف المسلمين عبد الملك أن ينظر إلى أهل إفريقية ويؤمنهم من عدوهم ويبعث الجيوش إليهم، فقال عبد الملك: «ما أعلم أحدا أكفأ بإفريقية من حسان ابن النعمان الغساني»، فبعثه أميرا سنة تسع وستين في ستة آلاف، وهو أول من دخل إفريقية من أهل الشام في زمن بني أمية، فسار حسان إلى إفريقية، فسأل عن أعظم من فيها من الملوك، فقالوا: «صاحب قرطاجنة» فرحل إليه [حسان] (١٦١)، وفي بلده من الروم ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وهي على شاطئ البحر تسمى ترشيش (١٦٢) [وهي من مدينة القيروان على مائة ميل] (١٦١) فنزل عليها، وضيق عليهم، وتواقف القوم واقتتلوا، فقتل رجالهم وفرسانهم، واجتمع رأى الروم على العبور إلى جزائر البحر، وكانت لهم سفن، فهربوا إلى «صقلية» وإلى الأندلس. فدخلها «حسان» بالسيف،

= افريقية والمغرب ص ٥٢ - ٥٣، كامل ابن الاثير ١٠٩: ٤، نهاية الأرب ٢١: ٢٢، البيان المغرب ٣٣: ١، صلة السمط ١١٥: ٤ ظ، نصّ جديد عن فتح المغرب ص ٢٩. (١٥٨) في الأصل: كثيرة. والمثبت من المعالم. (١٥٩) زيادة من المعالم. (١٦٠) في الأصل: والمسلمون. (١٦١) زيادة من المعالم. وجاء فيها ت حديد المسافة: مائة ميل وميل. وأخذنا برواية مسالك البكري ص ٣٦ وصلة السمط ونصّ جديد عن فتح المغرب. (١٦٢) نقل ياقوت (معجم البلدان ٢٧٦: ٢) عن ابن رشيق القيرواني: أن «ترشيش» اسم مدينة تونس بالرومية.

1 / 48