وأحرزن منَّا كلِّ حجزة مئزرٍ
لهنَّ، وطاح النَّوفليٌّ المزخرف
وقلن: تمتّع ليلة النّأي هذه
فإنَّك مرجومٌ غدًا أو مسيَّف وهذا البيت يروى لسحيم فتصيب تلك القينة وتجيد.
فإذا عجبت الجماعة من إحسانها وإصابتها قالت: أتدرون من أنا؟ فيقولون: لا والله المحمود! فتقول: أنا أمُّ عمروٍ التي يقول فيها القائل:
تصدُّ الكأس عنَّا أمُّ عمروٍ ... وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرُّ الثَّلاثة أمَّ عمروٍ ... بصاحبك الذي لا تصبحينا
فيزدادون بها عجبًا، ولا إكرامًا، ويقولون: لمن هذا الشعر؟ ألعمرو بن عديِّ اللَّخمي؟ أم لعمرو بن كلثوم التغلبيِّ؟ فتقول: أنا شهدت ندماني جذيمة: مالكًا وعقيلًا، وصبحتهما الخمر المشعشعة، لمّا وجدا عمرو بن عديٍّ، فكنت أصرف الكأس عنه، فقال هذين البيتين، فلعلَّ عمرو بن كلثومٍ حسَّن بهما كلامه واستزادهما في أبياته.
ويذكر، أذكره الله بالصّالحات، الأبيات التي تنسب إلى الخليل بن أحمد. والخليل يومئذٍ في الجماعة، وأنَها تصلح لأن يرقص عليها، فينشىء الله، القادر بلطف حكمته، شجرةً من غفرٍ والغفر الجوز فتونع لوقتها، ثمّ تنفض عددًا لا يحصيه إلاّ الله سبحانه، وتنشقُّ كلُّ واحدةٍ منه عن أربع جوارٍ يرقن الرائين، ممنّ قرب والنّائين، يرقصن على الأبيات المنسوبة إلى الخليل، وأوّلها:
إنَّ الخليط تصدَّع ... فطر بدائك أوقع
لولا جوارٍ حسانٌ ... مثل الجآذر أربع
أمُّ الرَّباب وأسما ... ءُ والبغوم وبوزع
1 / 68