تتابع أعوامٌ عليها هزلنها،
وأقبل عامٌ ينعش النّاس واحد فيقول حميدٌ: لقد ذهلت عن كلّ ميمٍ ودال، وشغلت بملاعبة حورٍ خدال. فيقول: أمثل هذه الدالية ترفض وفيها:
عضمَّرةٌ فيها بقاءٌ وشدَّةٌ
ووالٍ لها، بادي النّصيحة جاهد
إذا ما دعا: أجياد؟؟؟؟! جاءت خناجرٌ
لهاميم، لا يمشي إليهنّ قائد
فجاءت بمعيوف الشّريعة مكلعٍ
أرشَّت عليه بالأكفِّ السّواعد وفيها الصّفة التي ظننت القطاميَّ أخذها منك، وقد يجوز أن يكون سبقك لأنّكما في عصرٍ واحد، وذلك قولك:
تأدَّبها، في ليل نحسٍ وقرِّةٍ،
خليلي أبو الخشخاش، والليل بارد
فقام يصاديها، فقالت: تريدني
على الزَّاد؟ شكلٌ بيننا متباعد؟!
إذا قال: مهلًا، أسجحي، لمحت له
بزرقاء لم تدخل عليها المراود
كأنّ حجاجي رأسها في ملثَّمٍ،
من الصخر، جونٍ أخلقته المراود هذه الصِّفة نحوٌ من قول القطاميِّ:
تلفِّعت في طلٍّ وريحٍ تلفُّني،
وفي طرمساء غير ذات كواكب
إلى حيزبونٍ توقد النّار بعدما
تصوَّبت الجوزاء قصد المغارب
فما راعها إلاّ بغام مطيةٍ،
تروح بمحصورٍ من الصوت لاغب
وجنَّت جنونًا من دلاثٍ مناخةٍ،
ومن رجلٍ عاري الأشاجع شاحبٍ
تقول، وقد قرَّبت كوري وناقتي:
إليك! فلا تذعر عليَّ ركائبي والأبيات معروفةٌ، وقلتهذه القصيدة:
فجاء بذي أونين أعبر شأنه،
وعمِّر حتى قيل: هل هو خالد؟؟!
1 / 62