سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي، يَقُول: سمعت أبا نصر السراج الطوسي، يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير، يَقُول: سمعت الجنيد بْن مُحَمَّد، يَقُول: سمعت السري، يَقُول: أشتهي أَن أموت ببلد غَيْر بغداد، فقيل لَهُ: وَلَمْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أخاف أَن لا يقبلني قبري فافتضح.
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي، يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ الغوطي الطرسوسي، يَقُول: سمعت الجنيد، يَقُول: سمعت السري، يَقُول: اللَّهُمَّ مهما عذبتني بشيء، فلا تعذبني بذل الحجاب.
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت الجريري يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: دخلت يوما عَلَى السري السقطي وَهُوَ يبكي فَقُلْتُ لَهُ: مَا يبكيك؟ فَقَالَ: جاءتني البارحة الصبية، فَقَالَتْ: يا أبتي هذه الليلة حارة وَهَذَا الكوز أعلقه هاهنا، ثُمَّ إني حملتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أَحْسَن الخلق قَدْ نزلت من السماء، فَقُلْتُ: لمن أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: لمن لا يشرب الماء المبرد فِي الكيزان، فتناولت الكوز فضربت بِهِ الأَرْض فكسرته، قَالَ الجنيد: فرأيت الخزف لَمْ يرفعه وَلَمْ يمسه حَتَّى عفا عَلَيْهِ التراب.
1 / 47