27
ونصائح أحيتوفل إلى أبشالوم،
28
والحرب الأهلية بين يهوذا وإسرائيل
29
وغير ذلك من الأخبار، كما لا أستطيع أن أقنع نفسي بأن أوائل اليهود المعاصرين لموسى لم يكونوا قادرين على أن يستخلصوا من القصص المعروفة لديهم برهانا على عقيدة الكتاب بالسهولة نفسها التي كان معاصرو عزرا
30
قادرين بها على ذلك. وعلى أية حال، فسنقف فيما بعد عند هذه النقطة وقفة طويلة. ليس على العامة إذن، إلا أن يعرفوا القصص التي يمكن أن تحرك النفوس إلى أقصى حد وتحث على الطاعة والخشوع. ومع ذلك، فإن العامة لا يستطيعون الحكم على هذه الأمور من تلقاء أنفسهم، خاصة أنهم يعجبون بالروايات والنهايات العجيبة غير المتوقعة للأحداث، أكثر من إعجابهم بالعقيدة نفسها التي تعلمها هذه القصص؛ لذلك كان العامة في حاجة، بالإضافة إلى هذه القصص، إلى قسس أو إلى كهنة الكنيسة يعطونهم تعاليم تتناسب مع ضعف تكوينهم الذهني. ومع ذلك فلنكف عن الابتعاد عن موضوعنا ولنلتزم بالنتيجة التي أردنا إثباتها، وهي أن التصديق بالروايات - أيا كانت هذه الروايات في آخر الأمر - لا صلة له بالقانون الإلهي، ولا يعطي بنفسه السعادة الروحية للناس، ولا فائدة فيه إلا بقدر ما يساعد على إقامة عقيدة. وأخيرا، فإن بعض الروايات تفضل البعض الآخر من هذه الناحية، فروايات الكتاب تكون أعظم قيمة من التاريخ الدنيوي، ويكون بعضها أعظم قيمة من البعض الآخر، بمقدار ما تفيد في نشر أفكار نافعة. وإذن، فإذا قرأنا روايات الكتاب المقدس ثم صدقناها دون أن نهتم بالعقيدة التي أخذ الكتاب على عاتقه أن يبشر بها بوساطة هذه الروايات، ودون أن نقوم حياتنا - فكأننا نقرأ القرآن
31
أو الشعر الدرامي، أو على أقل تقدير كأننا نقرأ أخبارا عادية بالروح نفسها التي اعتاد العامة أن يقرءوا بها. وعلى العكس من ذلك، يمكننا أن نتجاهل هذه الروايات تماما، كما ذكرنا من قبل؛ فإذا كانت لدينا مع ذلك أفكار نافعة، وكنا نطبق في حياتنا قاعدة سليمة للسلوك،
Page inconnue