استدركتُ عليها من الشرحِ بيتين؛ فصار عددُ أبياتِها (٤٣٦) بيتًا.
موضوعُهُ:
جمع الناظمُ- رحمه اللهُ تعالى- في «روضةِ التقريرِ» ما وقع فيه الاختلافُ في النقلِ عن القراءِ السبعةِ برواتِهم وطرقِهم؛ بينَ العراقيينَ والشاميينَ، ومرادُه بالعراقيينَ: نَقْلُ الشيخِ أبي العزِّ محمدِ بن الحسينِ الواسطيِّ صاحبِ «الإرشادِ»، وبالشاميين: نقلُ الشيخِ الإمامِ أبي عمرٍو الدانيِّ صاحبِ «التيسيرِ»، وأضاف إلى نقلِ الدانيِّ ما زاده الشاطبيُّ عليه في «حرزِ الأماني». ومن شرطِهِ: أنه يهملُ ما اتفق المذهبانِ عليه، ويذكرُ ما اختلفا فيه.
أهميتُهُ:
ترجعُ أهميةُ الكتابِ إلى أنه يكادُ يكونُ وحيدًا في بابِهِ، كما ترجعُ إلى ناظمِهِ ومكانتِهِ العلميةِ، وقد سبق نقلُ قولِ ابنِ الجزريِّ فيه وفي صاحبِهِ ابنِ عبدِالمؤمنِ: «وقرأ [يعني: ابنَ عبدالمؤمنِ] بما لم يقرأْ به غيرُهُ في زمانِهِ؛ فلو قُرِئ عليه بما قرأ، أو على صاحبِهِ الشيخِ عليٍّ الديوانيِّ الواسطيِّ؛ لاتصلتْ أكثرُ الكتبِ المنقطعةِ، ولكنّ قصورَ الهِمَمِ أوجب العَدَمَ؛ فلا قوةَ إلا باللهِ! وليتَهم لو أدركوا ما بقي من اليسيرِ من ذلك قبلَ أن يَطلُبوهُ فلا يَجِدُوهُ» (١).
ولهذا النظمِ فائدةٌ أخرى؛ ذكرها الناظمُ في «شَرحِهِ» (مخطوط) فقال: «وهذه فائدةُ هذا الكتابِ؛ فمَن حَفِظَ الشاطبيةَ وحفظَ ما في هذا الكتابِ أحاط بما في المذهبين. و[مَن] حَفِظَهُ مع حِفظِ «جمع
_________
(١) «غاية النهاية» (١/ ٤٣٠).
1 / 38