وتحسن بها سيرتك ولا تغرم من مالك شيئا. أعطى المنصور، مع اشتهاره بالبخل، في يوم واحد عشرة آلاف ألف درهم. قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم: بم النجاة من هذا الأمر؟ قال: بشيء هيّن. قال: وما هو؟ قال: لا تأخذ شيئا إلا من حقه ولا تضعه إلا في حقه. قال: ومن يطيق هذا؟ قال: من طلب الجنة وهرب من النار.
عبد الله بن طاهر سأل بعض الزهاد: كم تبقى هذه الدولة فينا؟ قال: ما دام بساط العدل في هذا الإيوان إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ
«١» .
سئل عمر بن عبد العزيز عن سبب توبته، فقال: ضربت غلاما لي، فقال: اذكر تلك الليلة التي صبيحتها يوم القيامة. فعمل ذلك الكلام في قلبي. وقف سليمان ابن عبد الملك بعرفات إذ حجّ ومعه عمر بن عبد العزيز فرعدت رعدة شديدة من رعد تهامة، فغشي على سليمان، فقال عمر: يا أمير المؤمنين هذا صوت الرحمة، فكيف بك عند صوت العذاب؟ فوجم سليمان، ثم قال: يا عمر ألا ترى إلى كثرة الناس؟ فقال: إنهم بعض خصمائك. فاشتدّ بكاء سليمان. وقال له يوما وقد أعجبه ملكه: كيف ترى ما نحن فيه؟ فقال: سرور لولا أنه غرور، ونعيم لولا أنه عديم، وملك لولا أنه هلك، وفرح لو لم يعقبه ترح، ولذّات لو لم تقترن بآفات، وكرامة لو صحبتها سلامة. فبكى سليمان حتى اخضلّت لحيته بدموعه.
عليّ ﵁: العفو زكاة الظفر. أمر زياد بضرب عنق رجل، فقال:
أيّها الأمير، إن لي بك خدمة. قال: وما هي؟ قال: إن أبي جارك بالبصرة.
1 / 69