قال: «أفنتركها بتدبير الموفق مأكلة
48
لبني طولون؟»
قال الشيخ وقد نهض مغضبا: «أوه! والله لا رأيتني بعدها في مجلسك، قد والله عذرت أباك الموفق مما يجد منك، وهو لا يريد إلا صلاحك، فلست متحدثا معه منذ اليوم في شأن من شأنك.»
ثم مضى الشيخ نحو الباب فلم يستجب للنداء، ولم ينعطف يمنة ولا يسرة حتى جاوز قصر الأمير ...
وتضاعف هم الأمير فلزم بيته أياما لا يلقى أحدا غير غلمانه ولا يلقاه أحد، فلما كان بعد أيام لبس سواده وأخذ زينته وقصد إلى قصر الخليفة المعتمد.
وكان المعتمد فيما يشغله كل يوم من أمره، بين القيان
49
والندمان، حين دخل الحاجب يؤذنه بقدوم أبي العباس بن الموفق ...
وهش الخليفة للقاء ابن أخيه وبسط له وجهه ومجلسه، ودخل الأمير الشاب فجلس غير بعيد من عمه، وتسلل ندمان الخليفة وجواريه، وخلا لهما المكان ...
Page inconnue