٢١ "السكاسك والسكون" قال ابن دريد في الاشتقاق (ص٢٢١) "ومن قبائلهم السكاسك والسكون قبيلتان عظيمتان وهما ابنا الشرس بن ثور بن كندي" ومما يؤيد تنصرهما أنهما كانت في دومة الجندل التي مر ذكر نصرانيتها ونصرانية صاحبها أكيدر السكوني، وقد صرح ابن خلدون في تاريخه (٢: ٢٤٩) بنصرانية السكون قال: "وكان لقضاعة ملك آخر ف كلب بن وبرة يتداولونه مع السكون من كندة فكانت لكلب دومة الجندل وتبوك ودخلوا في دين النصرانية وجاء الإسلام والدولة في دومة الجندل لأكيدر بن عبد الملك بن السكون".
وكان السكون والسكاسك يسكنون أيضًا في حضرموت محالفين لبني الحرث كعب أهل نجران كما اخبر الطبري ولما ظهر السود العنسي محاربًا لمحمد نبي الإسلام كحان السكون والسكاسك من أنصاره (وكذلك نراهم يحاربون خالدًا مه بني كلب وغسان وبهراء وكلهم من نصارى العرب) .
٢٢ "سليح" هي القبيلة العربية التي سبقت الغسانيين في الشام ودانت بالنصرانية قال المطهر القدسي ف كتاب البدء المنسوب لأبي زيد البلخي (ed.Huart.III،p٢٠٨): "وأول من دخل الشام سليح وهم من غسان ويقال من قضاعة فدانت بالنصرانية وملك عليها ملك الروم رجلًا يقال له النعمان بن عمرو ابن مالك" وقال المسعودي فيمروج الذهب (طبعة باريس٣: ٢١٦): "وردت سليح الشام فتغلبت على تنوخ وتنصرت فملكها الروم على العرب الذين بالشام".
وكذلك ابن واضح اليعقوبي في تاريخه (١: ٢٩٨): "تنصر.. من اليمن طي ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ وغسان ولخم" وسبقهم الطبري في تاريخه (١: ٢٠٨١) فجعل سليحًا من قبائل نصارى العرب المحاربين مع الروم، وبنو سليح يدعون أيضًا بالضجاعم أو الضجاعمة نسبة إلى أحد أجدادهم قال في التاج (٨: ٣٧٣): "ضجعم أبو بطن من العرب وهو ضجعم بن سعد بن عمرو الملقب بسلح بن حلوان بن عمران" وقد ذكر الطبري (١: ٢٠٦٥) الضجاعم مع قبائل النصارى المحاربة لخالد بن الوليد، ومن ملوك الضجاعم في الشام دوود بن هبولة المعروف باللثق وكان نصرانيًا وقال بن دريد في الاشتقاق (ص٣١٩): يضاف إليه دير داود في الشام.
٢٣ "شيبان" حي من بكر بن وائل، وقال في التاج (١: ٣٢٨): "هما شيبانان أحدهما شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، والآخر شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة الخ.. وهما قبيلتان عظيمتان على بطون وأفخاذ" ونصرانية القبيلتين شائعة كنصرانية جذرهما بكر بن وائل، وكان مقام بني شيبان في بلاد الجزيرة المعروفة بديار بكر قريبًا من دجلة حيث انتشرت النصرانية انتشارًا تامًا، وبنو شيبان يعرفون غالبًا يبني ثعلبة في تواريخ الروم والسريان (ر اجع ما قلناه عن ثعلبة) ومن شيبان كان حارث بن عباد سيد شيبان في حرب البسوس وقرن المهلهل، ومنهم بسطام بن قيس أحد فرسان العرب المشهورين وسيد شيبان في يومي غبيط ومحطط اللذين وذكرهما ابن عبد ربه في العقد الفريد (٣: ٨٨ ٨٩) وابن الأثير في تاريخه (١: ٢٥٠) وقد صرح ابن عبد ربه هناك بنصرانية بسطام ويدعوه أيضًا حنيفًا فيثبت ما قلناه عن نصرانية الحنفاء، ومنهم أيضًا نابغة بن شيبان الشاعر الأموي الشهير له ديوان لم يطبع حتى الآن، وقد ذكر أبو الفرج في الأغاني (٦: ١٥١) نصرانيته، وكذلك هانئ بن قبيص في دريد في الاشتقاق (ص٢١٦): "كان شريفًا عظيم القد وكان نصرانيًا وأدرك الإسلام فلم يسلم ومات بالكوفة".
٢٤ "ضبيعة" كانو أخوة بني شيبان ويعرفون مثلهم بالثعالب يشاركونهم بكل أحوالهم وهم نازلون في ديارهم ويدينون ومنهم كان الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد صاحب المعلقة.
٢٥ "طيء" من أكبر قبائل العرب وأطولها باعًا وأرقاها حضارة وأثبها على خطوب لزمان أصلهم من اليمن ينسبون إلى طيء بن أدد بن كهلان.
وكانت ديارهم في نجد حيث الجبلان المعروفان بجبلي طيء وهما أجا وسلما وكانوا يسكنون في أطراف اليمامة في نواحي تيماء وكانو يدينون بالوثنية، وقد ذكروا لهم صنمًا كان يعبدونه يسمى الفلس أو لفلْس لم يتفقوا في تعريفه، وما لا ينكر إن النصرانية كانت كثيرة الانتشار بينهم، قال ابن واضح اليعقوبي (١: ٢٩٨):
1 / 58