ولكنّ أهل امرئ القيس معشرٌ ... يحل! ُّ لهم أكل الخنازير والخمر
٣ "الأوس" روينا في الباب العاشر من فصلنا الأول (ص١٠٨) أقوال الكتبة في نصرانية الأوس بعد احتلالهم يثرب وأنهم المشار إليهم بأهل الكتاب أي النصارى.
٤ "إياد" من أقدم القبائل العربية المتنصرة نقل السيوطي في المزهر (١: ١٠٥) قول أبي نصر الفارابي في القبائل العربية التي لم يؤخذ عنها اللسان العربي لسفاد الحق بلغتها: "ولم يؤخذ (اللسان العربي) لا من قضامة وغسان وإياد لمجاورتهم أهل الشام وأكثرهم نصارى يقرأون بالعبرانية" يريد اللغة الآرامية التي شاعت بين العبرانيين بعد جلاء بابل، وقال البكري في معجم ما استعجم (ص٤٨) (ed.Wustenfld): "دانت إياد لغسان وتنصروا" وقال ابن دريد في الاشتقاق (سص١٠٥ id): "إياد قدم خروجهم من اليمن فصاروا إلى السواد فألحت عليهم لفرس في الغارة فدخلوا الروم فتنصروا".
٥ "بكر" بن وائل قبلية كبيرة أخت تغلب وقرينتها في القوة ولدين كانت ساكنة في الجزيرة وإليها نسبت ديار بكر، أما نصرانيتها فثابتة من كل الوجوه لايشك فيها، وقال صاحب سيرة الرسول المعروفة بالحلبية (٣: ٩٥): "من قبائل العرب المتنصرة بكر وتغلب ولخم وبهراء وجذام".
٦ "بلي" بلي من عمرو وأخوة بهراء قضاع مثلهم كانوا نصارى وحاروا مع بهراء ونصارى العرب جيوش المسلمين كما ذكر الطبري (١: ٢٤٧٤) .
٧ "بهراء" فرعُ من قضاعة اشتهرا بالنصرانية كما رأيت آنفًا بنص السيرة الحلبية، وقال اليعقوبي في تاريخه (١: ٢٩٨): "تنصر. من ربيعة تغلب ومن اليمن طي ومذحج والبهراء وسليح وتنوخ وغسان ولخم" وجاء في كتاب البلدان للاصخري طبعة ليدن ص١٤ ed.de Geoeje،): "أن بعض العرب تنصر ودان بدين الروم مثل تغلب من ربيعة بأرض الجزيرة وغسان وبهراء وتنوخ ومن اليمن بأرض الشام" وجاء في ترجمة أبي اعلاء المعري لابن خلكان: "تنوخإحدى القبائل الثلث التي هي نصارى العرب وهم بهراء وتنوخ وتغلب" ومثله الفيروزأبادي حيث قال: "كانت النصرانية في ربيعة وقضاعة وبهراء وتنوخ وتغلب وبعض طيء" وسق الطبري (ج٠١، ٢٠٨١) كل هؤلاء فجعل بهراء في عداد نصارى العرب أنصار الروم، فترى أن نصرانية بهراء شائعة في التاريخ.
٨ "تغلب" بن وائل هي القبيلة المعدة الشهيرة وسقيقة بكر، كانت بلغت في الجاهلية مقامًا قلما أدركته قبلية عربية أخرى وقال عمرو الشيباني يصف شرف تغلب: "كانت تغلب بن وائل من أشد الناس في الجاهلية وقالوا: لو أبطأ الإسلام قليلًا لأكلت بنو تغلب الناس"، وكانت تغلب مع شدتها عريقة في الدين، قال عمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته يفتخر بشرف ودين ونساء قومه:
ظعائن من بني جشم بن بكر ... جمعن بميسم شرفًا ودينًا
أما هذا الدين فكان دين النصرانية كما هو مسهور، والشواهد على ذلك اتحصى كما رأيت ىنفًا من نصوص اليعقوبي والاصطخري والفيروز آبادي وابن خلكان وزد عليها قول ابن حوقل في المسالك والممالك (ص١٨): "نزلوا (أي العرب) على خارة فارس والروم حتى أن بعضهم تنصر ودان بدين النصرانية مثل تغلب من ربيعة بأرض الجزيرة وغستن وبهراء وتنوغ من اليمن بأرض الشام" وتجد في الباب الثامن من الفصل السابق شواهد أخرى تؤيد الأمر ولا تدع ريبًا لمستريب.
قال جابر بن حني على بهراء (اطلب شعراء النصرانية ص١٩٠):
وقد زعمت بهراء أن رماحنا ... رماح نصارى لا تخوض إلى الدّم..
بل لدينا أدلة واضحة على ثبوت النصرانية في تغلب حتى القرن الثالث والرابع بعد الإسلام وجاء في سراج الملوك للطرطوشي (ص٣٦ من طبعة مصر ١٢٩٩) أن بني تغلب دخلوا على عمرو بن عبد العزيز فأعلنوا بنصرانيتهم: ٩ "تميم" هو ابن مرة ن أد من بني مضر العدنانيين وكانوا عدة قبائل ودخلت النصرانية في كثير منها كبني امرئ القيس وبني شيبان وبني أيوب ابن قلام الذي منهم كان الشاعر لنصراني الشهير عدي بن زيد، وجاء في التذكرة الحمدونية (ص١٧و ١٨ من نسخة برلين) في وصاة الحرث بن كعب لبنيه أنه "بقي على دين عيسى بن مريم مع تميم بن مر وأسد بن خزعة" فجعل النصرانية في قبائل تميم بنسبتها إلى رأسهم وشيخهم تميم بن مر.
1 / 55