معنى العزيز والعزة
ثم نقول من بعد الحمد لله والثناء عليه، والصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
إن سأل سائل: فقال ما معنى قول الله ذي الجلال والإكرام { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } [المنافقون: 8]، وقوله سبحانه { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } [الصافات: 180]، وقوله:{ العزيز الجبار } [الحشر: 23]؟
قلنا له إن شاء الله: إن معنى العزيز هو الممتنع الذي لا يرام ولا يناضا ولا يضام، ولا يعز أبدا من أذل، ولا يذل أبدا سبحانه من أعز، الذي لا يعجزه شيء، ولا يقدر عليه شيء، مدرك مطلوبيه، وغالب مغالبيه، ومذل مناصبيه.
وأما العزة فهي العزة التي أعز بها عباده المؤمنين، وأوليائه المتقين. فأول اعزازه لهم محبته لهم ورضاه عنهم، وغفرانه ذنوبهم، وتأييدهم وتوفيقهم، فإذا فعل ذلك لهم فقد أعزهم وأيدهم، وأعطاهم من العزة ما لم يعط غيرهم مع ما جعل وأعطى أهل المعرفة به والدين والإخلاص له، والعلم واليقين من أهل بيت الرسول عليهم السلام من الكرامة والولاية، والاستخلاف في الأرض والإمامة، فحكم بالأمر والنهي، والطاعة لمن كان كذلك منهم حكما، وعزم لهم به دون غيرهم عزما، فجعلهم خلفاء الأرض الهادين، القائمين بقسط رب العالمين، وأمناءه على جميع عباده المؤمنين.
Page 131