تكون هذه الرسالة على وَجَازَتِهَا وصِغَم حجمها في غاية الأهمية لما تضمنته من فوائد وفرائد يبتهج بالاطلاع عليها طُلاَّبُ العلم وَرُوَّادُه، والله ولي التوفيق والسداد.
عناية العلماء بكتاب الاستذكار لابن عبد البر النمري:
قام الدكتور علي النجدي ناصف قبل أزيد من عشرين عامًا بتحقيق جزءين من كتاب الاستذكار (١)، ثم توقّف عن نشر بقية الأجزاء، وتأخّر صدور الكتاب كاملًا إلى سنة (١٤١٣ هـ) حيث أخرجه الدكتور عبد المعطي قلعجي في ثلاثين مجلدًا مع الفهارس.
وقد شغل هذا الكتاب اهتمام العلماء منذ القديم، فصرفوا عنايتهم إليه، وتجلّى ذلك في قيامهم باختصاره والجمع بينه وبين بعض شروح الموطأ الأخرى كالتمهيد لمؤلفه والمنتقى للباجي.
وبما أن رسالة الحافظ السِّلفي التي نحن بصدد التقديم لها تدخل في هذا الإِطار، فإنه من المناسب بيان ما وقفت عليه من جهود أهل العلم حول هذا الكتاب العظيم.
١ - شرع في الجمع بينه وبين كتاب التمهيد هشام بن أحمد المعروف بابن العواد الفقيه القرطبي (ت ٥٥٩ هـ)، ولم يكمله لوفاته (٢).
٢ - الجمع بين الاستذكار والمنتقى، لأبي الحسن علي بن عبد الله بن ملود اللُّمَائي المعروف بالمالطي القيرواني (ت ٥٣٧) (٣).
_________
(١) نشر من قبل المجلس الأعلى للشؤون الِإسلامية بمصر سنة ١٩٧٣ م.
(٢) انظر: الغنية للقاضي عياض، ص ٢١٧.
(٣) انظر: المعجم لابن الأبار، ص ٢٨١
1 / 12