وخرقاءَ جرداءِ المسَارِحِ هوجلٍ ... بها لاستداءِ الشعشعاناتِ مسبحُ
يغني بها البومُ الصدَى مثلَ ما بكى ... مثاكيلُ يفرينَ المدارعَ نوحُ
كأنَّ عساقيلَ الضُّحَى في صِمادِهَا ... إذا ذبنَ ضحلُ الديمةِ المتضحضحُ
قطعتُ إذا لمْ يستطعْ قسوةَ السرى ... ولا السيرَ راعي الثلةِ المتصبحُ
على ذات إسآدٍ كأنَّ ضلوعَهَا ... وألواحَهَا العليا السقيفُ المشبحُ
جماليةٍ يلوِي بفضلِ زمامها ... تليلٌ إذا نيطَ الأزمةُ شرمحُ
فقلْ للذي يسعى عليَّ بقومهِ ... أجدًا تقولُ الحقَّ أم أنتَ تمزَحُ
بنو عامرٍ قومي ومنْ يكُ قومهُ ... كقومي يكُنْ فيهمْ لهُ متندحُ
هلالٌ وما تمنعْ هلالُ بنُ عامرٍ ... فمنْ دونهِ مرٌّ منَ الموتِ أصبحُ
رجالٌ يروونَ الرماحَ وتحتَهُمْ ... عناجيجُ من أولادِ أعوجَ قرَّحُ
همُ حيُّ ذي البردَيْنِ لا حَيَّ مثلُهُمْ ... إذا أصبحتْ شهباءُ بالثلجِ تنضحُ
وحيُّ نميرٍ إنْ دعوتُ أجابني ... كرامٌ إذا شلَّ السوامُ المصبحُ
لأسيافهمْ في كلِّ يومِ كريهةٍ ... خذاريفُ هامٍ أو معاصِمُ سنحُ
وفي الغرِّ منْ فرعيْ ربيعةٍ عامرٍ ... عديدُ الحصى والسؤددُ المتبحبحُ
همُ ملؤوا نجدًا وفيهمْ عساكرٌ ... تظلُّ بها أرضُ الخليفةِ تدلَحُ
وهمْ ملكُوا ما بينَ هضبةَ يذبُلٍ ... ونجرانَ هلْ في ذاكَ مرعًى ومسرحُ
وشبانُنَا مثلُ الكهولِ وكهْلُنَا ... إذا شابَ قِنْعَاسٌ منَ القومِ أصْلَحُ
تحاكمُ أفناءُ العشيرةِ عندهمْ ... كثيرًا فتعطيهَا الجزيلَ ويجزحُ
لنا حجراتٌ تنتهي الحاجُ عندَهَا ... وصهبٌ على أثباجِهَا الميْسُ طلحُ
وقال تميم أيضًا: البسيط
للمازنيةِ مصطافٌ ومرتبعُ ... مما رأتْ أودُ فالمقراةُ فالجرعُ
منها بنعفِ جرادٍ فالغنائضُ مِنْ ... ضاحي جُفافٍ مرًى دُنيا ومستمعُ
ناطَ الفؤادَ مناطًا لا يُلائمهُ ... حيانِ داعٍ لإصعادٍ ومندفِع
حيٌّ محاضِرُهم شتًى ويجمعهمْ ... دومُ الإيادِ وفاثُورٌ إذا اجتمعُوا
لا يبعدِ اللهُ أصحابًا تركتهمُ ... لمْ أدرِ بعدَ غداةِ البينِ ما صنعُوا
هاجُوا الرحيلَ وقالوا إنَّ مشربكمْ ... ماءُ الذنابينِ من ماويةَ النزُعُ
إذا أتينَ على وادي النباجِ بنا ... خوصًا فليسَ على ما فاتَ مرتجعُ
شاقتكَ أختُ بني دألانَ في ظُعُنٍ ... منْ هؤلاءِ إلى أنسابِهَأ شفعُ
يخدي بها بازلٌ فتلٌ مرافقهُ ... يجري بديباجتيهِ الرشحُ مرتدعُ
طافتْ بأعلاقهِ حورٌ منعمةٌ ... تدعو العرانينَ من بكرٍ وما جمعُوا
وعثُ الروادفِ ما تعيا بلبستهَا ... ميلُ الدهاسِ وفي أوراكها ظلعُ
بيضٌ ملاويحُ يومَ الصيفِ لا صبرٌ ... على الهوانِ ولا سُودٌ ولا نُكُعُ
بلْ ما تذكرُ من كأسٍ شربتَ بها ... وقدْ علا الرأسَ منكَ الشيبُ والصَّلَعُ
من أمِّ مثوًى كريمٍ هابَ ذمتها ... إنَّ الكريمَ على علاتهِ ورعُ
حوراءُ بيضاءُ ما ندرِي أتمكننا ... بعدَ الفكاهةِ أم تئبَى فتمتنعُ
لوْ سوفتنا بسوفٍ منْ تحيتها ... سوفَ العيوفِ لراحَ الركبُ قدْ قنعوا
منْ مضمرٍ حاجةً في الصدْرِ عيَّ بِها ... فلا يكلمُ لا وهوَ مختشعُ
ترنو بعينيٍْ مهاةِ الرمْلِ أفردَها ... رخصٌ ظلوفتهُ إلاّ الغنَى ضرعُ
ابنُ غداتينِ موشِيٌّ أكارعُهُ ... لمَّا تشدَّدْ لَهُ الأرسَاغُ والزمَعُ
صافي الأديمِ رقيقُ المنخرينِ إذا ... سافَ المرابضَ في أرساغِهِ كرعُ
ربيبٌ لمْ تفلكْهُ الرعاءُ ولمْ ... يقصرْ بحوملَ أقصى سربهِ ورعُ
إلاَّ مهاةٌ إذا ما ضاعَهَأ عطَفَتْ ... كما حنَى الوقفَ للموشيةِ الصنعُ
يمشي إلى جنبها حالًا وتزجلُهُ ... ثمتْ يخالفهَا طورًا فتضطجعْ
ظلتْ بأكثبةِ الحرينِ ترقبُهُ ... تخشَى عليهِ إذا ما استأخرَ السبُعُ
يا بنتَ آلِ شهابٍ قدْ علمتِ إذا ... أمسَى المراغيثُ في أعناقِهَا خضعُ
1 / 28