أني أتممُ أيسارِي بذي أودٍ ... منْ فرعِ شيحاطَ ضاحي ليطهُ قرعُ
يحدُو قنابلهمْ شعثٌ مقادمهُمْ ... بيضُ الوجوهِ مغاليقُ الضحَى خلعُ
إلى الوفاءِ ولوْ أدَّتْ قداحُهُمُ ... فلا يزالُ لهمْ عنْ لحمةٍ قرعُ
ولا تزالُ لهمْ قدرٌ مغطغطةٌ ... كالرَّألِ تعجيلهَا الأعجازُ والقمعُ
يا بنتَ آلِ شهابٍ قدْ علمتِ إذا ... هابَ الحمالةَ بكرُ الثلةِ الجذعُ
أنا نقومُ بجلانا ويحملُهَا ... منا طويلُ نجادِ السيفِ مطلعُ
رحبُ المجمِّ إذا ما الأمرُ بيتهُ ... كالسيفِ ليسَ به فلٌّ ولا طبَعُ
نحبسُ أذوَادنا حتَّى نميطَ بِهَا ... عنَّا الغرامَةَ لا سُودٌ ولا خرُعُ
يا أختَ آلِ شهابٍ هلْ عَلمتِ إذا ... أنسَى الحرائرَ حُسْنَ اللبْسَةِ الفَزَعُ
أنَّا نشدُّ على المريخِ نثرتهُ ... والخيلُ شاخصةُ الأبصارِ تتزعُ
وهلْ علمتِ إذا لاذَ الظباءُ وقدْ ... ظلَّ السَّرابُ على حزانهِ يضعُ
أنِّي أنفرُ قاموصَ الظهيرةِ وال ... حرباءُ فوقَ فروعِ السَّاقِ يمتصعُ
بالعندَلِ البازلِ المقلاتِ عرضتهَا ... بزلُ المطيِّ إذا ما ضمَّهَا النِّسَعُ
من كلِّ عترِيفَةٍ لمْ تعدُ أنْ بزَلَتْ ... لمْ يبغِ درتَهَا راعٍ ولا رُبَعُ
وقال تميم أيضًا: البسيط
يا صاحبيَّ انظرَاني لا عدِمتكما ... هلْ تؤنسانِ بذي ريمانَ منْ نارِ
نارُ الأحبَّةِ شطَّتْ بعدَ ما اقتربَتْ ... هيهاتَ أهلُ الصفَا منْ ديرِ دينارِ
نارًا تؤرَّثُ أحيانًا إذا خمدَتْ ... بعدَ الهدوِّ بجزلٍ غير خوارِ
يا صاحبيَّ انظُرا إني معينكمَا ... بمقلةٍ لمْ يخنهَا عائرٌ ساري
راقتْ على مقلَتي سوذانِقٍ خصرٍ ... خاوٍ تنفضَ منْ طلٍّ وأمطارِ
إنْ تؤنِسا نارَ حيٍّ قدْ فجعتُ بهمْ ... أمستْ على شزنٍ من دارِهمْ دارِي
على تباعدِهمْ ينزلْ ثوابُكُما ... والدهرُ بالناسِ ذو نقضٍ وإمرارِ
لا يعتبُ الدهرُ منْ أمسَى يعاتبُهُ ... ولا يزالُ عليه ساخِطًا زَارِي
ليسَ الفؤادُ براءٍ أرضَهَا أبدًا ... وليسَ صارمُهُ من ذكرِهمْ صَارِي
كمْ دونهمْ من فلاةٍ ذاتِ مطردٍ ... قفا عليهمْ سرابٌ راسِبٌ جارِي
راخَى مزارَكَ عنهمْ أنْ تلمَّ بهمْ ... معجُ القِلاصِ بفتيانٍ وأكوارِ
دأبنَ شهرينِ يجتبنَ البلادَ إذا ... كانَ الظَّلامُ شبيهَ اللونِ بالقارِ
كمْ فيهُمُ منْ أشَمِّ الأنفِ ذي مهلٍ ... يأبَى الظلامةَ مثلُ الضيغمِ الضَّارِي
لمْ يرضَعِ الذُّلَّ منْ ثدْيَيْ مربيةٍ ... حتى يشبَّ ولمْ يصبرْ على عَارِ
إذا الرفاقُ أناخُوا في مباءَتهِ ... حلُّوا بذي فَجَراتٍ زندُهُ وَارِي
جمِّ المخارجِ أخلاقُ الكرامِ لهُ ... صلْتِ الجَبين كريمِ الخالِ مغوارِ
قماقِمٍ بارِعٍ خضامَةٍ أنفٍ ... جمِّ المواهبِ بدءٍ غير عوارِ
يأبى على الناسِ إنْ رامُوا ظلامَتهُ ... عودٌ نمَا في صفَاةٍ ظهرُها عَارِي
تأبَى علَيهمْ قناةٌ ما لَها أوَدٌ ... أولَى بها فرعُ نبعٍ غيرُ خوارِ
لا يستطيعُ المبارِي أنْ يؤبسهَا ... ولا البراةُ إذا ما جسَّهَا البارِي
لا يحمدُ الناسُ بالشَّيءِ القليلِ ولا ... يُهْدَى لهُ الذمُّ من ضيفٍ ولا جارِ
شطتْ وزادتْ نواهُمْ بعدَ ما اقتربتْ ... حينًا وكلُّ نوًى يومٍ لمقدارِ
وقال تميم أيضًا: البسيط
طافَ الخيالُ بنا رَكبًا يمانينَا ... ودونَ ليلَى عوادٍ لوْ تُعَدِّينَا
منهنَّ معروفُ آياتِ الكتابِ وقَدْ ... تعتادُ تكذبُ ليلَى ما تمنينَا
لمْ تسرِ ليلَى ولمْ تطرقْ لحاجَتِها ... من أهِلِ ريمانَ إلاَّ حاجةً فينَا
منْ سروِ حميرَ أبوَالُ البغالِ بهِ ... أنَّى تسدَّيتِ وهنًا ذلكَ البينَا
أمسَستْ بأذرُعِ أكبادٍ فحمَّ لهَا ... ركبٌ بلينةَ أوْ ركبٌ بساوينا
يا دَارَ ليلَى خلاءً لا أكلِّفُهَا ... إلاَّ المرانَةَ حتى تعرفَ الدِّينا
تهدِي زنانيرُ أرواحَ المصيفِ لهَا ... ومِنْ ثنايا فروجِ الكورِ يهدينَا
1 / 29