فريشًا ومغشِيًّا عليهِ كأنَّهُ ... خيوطهُ ماريٍّ لواهنَّ فاتلُهْ
وكَمْ منْ أرانٍ قدْ سلَبْتُ مقيلَهُ ... إذا ضنَّ بالوحشِ العتاقِ معاقِلُهْ
وقال تميم أيضًا: البسيط
شطتْ نوَى منْ يحلُّ السِّرَّ فالشَّرفَا ... ممَّنْ يقيظُ على نعوانَ أو عُصُفَا
حتى إذا الريحُ هاجتْ بالسَّفا خبتاُ ... عرضَ البلادِ أشتَّ الأمرُ واختلفَا
أمَّا اليمانِي من الحيينِ فانشمرُوا ... وكلفَ القلبُ من دهماءَ ما كلفَا
وقربوا كلَّ صهميمٍ مناكِبُهُ ... إذا تداكأ منهُ دفعُهُ شنَفَا
إذا تثاءَبَ أبْدَى مخلبَيْ أسدٍ ... قدْ عادَيَا الحنَكَ الأعلى وما عُطِفَا
حتى إذا احتملُوا كانتْ حقائبهم ... طيَّ السلوقِيِّ والملبُونَةَ الخُنُفَا
فلا أرى مثلَ أخراهمْ إذا احتملُوا ... ولا أرَى مثلَ أُولَى رَكبهمْ سلفَا
أجَدَّ قطعًا على ناجٍ وناجيةٍ ... إذا ألحَّأ على ألْحَيْهِمَا أسفَا
عيثًا بلُبّ ابنةِ المكتومِ إذ لمعتْ ... بالرَّاكبينِ على نعوانَ أن يقفَا
خودٌ تطلَّى بوردِ المردَ قوشِ على الْ ... مِسكِ الذكيِّ بهَا كافورةٌ أنفَا
أعطتْ ببطنِ سهيٍّ بعضَ ما منعتْ ... حكمَ المحبِّ فلمَّا نالهُ صرفَا
ولو تألفُ موشيًا أكارعُهُ ... منْ فدرِ شوطٍ بأدنَى دلهَا ألفَا
عودًا أحمَّ القرَى أزمولَةً وقلًا ... على تراثِ أبيهِ يتبعُ القذفَا
إذًا تأنسَ يبغيهَا بحاحتهِ ... إنْ أيأستهُ وإنْ جرتْ لهُ كنَفَا
ما للكواعبِ لمَّا جئتُ تحدجنِي ... بالطرفِ تحسبُ شيبي زادَني ضعفَا
يتبعنَ منْ عارِكٍ بيضٍ سلائقُهُ ... بعضَ الذي كانَ من عاداتهِ سلفَا
وكانَ عهدي من اللائي مضينَ منْ ال ... بيضِ البهاليلِ لا رَثًا ولا صلفَا
يسفنَ بوِّي على بعدِ المزارِ كمَا ... سافَ الأوابي قريعُ الشَّوْلِ إذْ عزَفَا
قدْ كنتُ راعِي أبكارٍ منعَّمَةٍ ... فاليومَ أصبحتُ أرْعَى جلةً شرفَا
أمستْ تلادِي من الحاجاتِ قدْ ذهبتْ ... وقدْ تبدَّلْتُ حاجاتٍ بها طرُفَا
وليلةٍ قدْ جعلتُ الصبحَ موعدَهَا ... نصدرُهُ العيسَ حتى تعرفَ السدفَا
ثمَّ اضطبنْتُ سلاحي عندَ مغرضِهَا ... ومرفقٍ كرئاسِ السيفِ إذْ شسفا
هوجاءُ تجتابُ أوساطَ الجهادِ بإرْ ... قالٍ قذافٍ إذا ديكُ القرَى هتفَا
مستخربُ الرحلِ منها مفرعُ سندٌ ... وشمرتْ عن فيافي واجهتْ خُلُفَا
أبقَى سِفَاري ونصي منْ عريكَتِهَا ... مثل العلافيِّ لا نيًا ولا عجفَا
مجهالُ رأدِ الضُّحَى حتى يوزعهَا ... كما توزعُ عن تهذائِهِ الخرفَا
فيها مراحٌ إذا مَالَ الإرانُ كما ... نجا اليهوديُّ يستدْمِي إذا رعَفَا
يضحي على خطمِهَا منْ فرطها زبدٌ ... كأنَّ بالرَّأسِ منها خرفُعًا خشفَا
وقال تميم أيضًا: الطويل
هلِ القلبُ عن دهماءَ سالٍ فمسمحُ ... وتاركهُ منها الخيالُ المُبَرِّحُ
وزاجرُهُ اليومَ المشيبُ فقد بدَا ... برأْسِي شيبُ الكبرَةِ المتوضِّحُ
لقدْ طالَ ما أخفيتُ حبَّكِ في الحشا ... وفي القلبِ حتى كادَ بالقلبِ يجرحُ
قديمًا ولمْ يعلمْ بذلكَ عالمٌ ... وإنْ كانَ موموقًا بودٍّ وينصحُ
فردِّي فؤادِي أو أثيبِي ثوابُهُ ... فقدْ يملكُ المرءُ الكريمُ فيسجحُ
سبتكَ بمأشُورِ الثنايَا كأنهُ ... أقاحِي غداةٍ باتَ بالدجْنِ ينضحُ
ليالي دهماءُ الفؤادِ كأنهَا ... مهاةٌ ترعَّى بالفقيينِ مرشحُ
ترعَّى جنابًا طيبًا ثمَّ تنتحي ... لأعيطَ من أقرابِهِ المسْكُ ينفحُ
ولو كلَّمتْ دهْمَاءُ أخرَسَ كاظِمًا ... لبينَ بالتكليمِ أو كادَ يفصحُ
سراجُ الدجَى يشفي السقيمَ كلامُهَا ... تبلُّ بها العينُ الطريفُ فتنجحُ
كأنَّ على فيها جنَى ريقِ نحلةٍ ... يباكرهُ سارٍ من الثلجِ أملَحُ
يطيرُ غثاءَ الدِّمْنِ عنهُ فينتفِي ... ببيشَةَ عرضٌ سيْلُهُ متبطِّحُ
كأنَّ صريعَ الطلحِ والأثلِ وسطهُ ... بخاتيُّ جونٌ سَاقَها متربحُ
1 / 27