فهذا وما كان مثله من هذا الجنس كثير جدا ينتفع بتقدمة معرفته من دلالات النجوم كل الناس وقد ذكرنا فيما تقدم منفعة العامة بتقدمة معرفتهم بالأشياء بالتجارب ومنفعتهم بتقدمة معرفة العلماء الأطباء باختلاف الزمان وتغيير الطبائع والعلاجات وكذلك ذكرنا منفعتهم بتقدمة معرفة علماء أصحاب النجوم بما يظهر لهم من قوة حالات الكواكب في هذا العالم فقد بان وظهر أن تقدمة العلم بالأشياء نافعة جدا لكل الناس إلا أنه في علم النجوم أنفع وأفضل وأشرف منه في صناعة الطب وفي جميع الصناعات فأما فضلها على سائر الصناعات فقد بيناها قبل وأما فضلها على صناعة الطب فالعلة فيها أن الأطباء ئنما إنما يستدلون على الأشياء بطبيعة الزمان وتغييره من حال إلى حال وبالأشياء الزائلة المتغيرة الملموسة فأما المنجمون فإنما يستدلون على الكائنات بالأجرام العلوية وبما يحدث من قوة حركاتها في الزمان والطبائع وأيضا فإن المنجم يستدل بما يكون إلى زمان طو يل وما كان منذ زمان قديم والطبيب إنما يستدل على ما يكون في فصل واحد من فصول السنة أو في ساعة واحدة من اليوم فأما ما كان ومضى فإنه قل ما يمكنه معرفته
Page 174