وأما الخامسة من المكروه الذي إذا تقدمت معرفته به لا يقدر على دفعه عن نفسه البتة فهو كالإنسان الذي يعلم بتقدمة علمه النجومي أنه ميت في وقت كذا وكذا فتقدمة العلم به نافعة له لأنه إذا تقدم علمه به فإنه يتقدم فيما أراد من تهيئة أموره وإصلاحها أو مصلحة الأمور فيما بينه وبين الناس بمثل ما يحتاج إليه في هذا المعنى فيأتيه الموت وهو عالم به وقد تقدم بإصلاح ما يريد من أموره وإن لم يتقدم علمه في ذلك حل به الموت وهو مختلف الحال متشتت الأمر فيرجع ضرر ذلك على من يخلفه من ورثته وأهله ويذكر هو وعقبه بالمكروه على الأيام المستقبلة
Page 162