وأيضا فإن المتطبب إنما ينبغي له أن يعالج المريض الذي قد رأى له المنجم من دلالات النجوم أن عمره لم ينفذ وأنه ينتفع بالعلاج ويبرأ من علته وإذا لم ير المنجم له عمرا ولا برءا من علته فلا معنى لعلاج المتطبب لذلك المريض فأما الأيام المعلومة أعني أيام البحران التي تحتاج إليها الأطباء في معرفة حال المريض في قوته أو ضعفه وزيادته أو نقصانه فإنما يعرفونها من مسير القمر وممازجة الكواكب له وقد ذكر ذلك إ بقراط وجالينوس الحكيمان في كتبهم وقد ذكر كل المتقدمين من علماء الطب أن علم النجوم هو علة علم الطب فهؤلاء الصنف من الأطباء الذين لم يعرفوا أن أصل صناعتهم إنما هو من علم صناعة النجوم عابوا صناعة الأحكام وإذا عابوا صناعة الأحكام فقد عابوا صناعتهم لأن صناعة الأحكام هي علة صناعة الطب إلا أن هذا الصنف من الأطباء جهلوا هذا القياس وغلطت أفهامهم عن معرفته
Page 142